شهدت مواقع البحث الاؤنة الاخيرة عن مخدر GHB (حمض الغاما هيدروكسيبوتيريك) ارتفاعًا ملحوظًا أعقاب واقعة الإعلامية داليا فؤاد، والتي ارتبطت بأحداث أثارت تساؤلات كبيرة حول استخدام هذا العقار وتأثيراته، ومع تزايد الاهتمام الإعلامي والمخاوف المجتمعية حول سلامة هذا العقار ومخاطر الاستخدام غير القانوني له، ازداد الفضول المواطنين نحو فهم طبيعة GHB واستخداماته المحتملة، سواء في المجال الطبي أو في السياقات السلبية.
وأثارت هذه الواقعة نقاشات حيوية حول مسؤولية الأفراد والمجتمع في مواجهة تحديات المخدرات، مما دفع الكثيرين إلى القيام ببحوث مكثفة بحثًا عن معلومات دقيقة وموثوقة، تظهر هذه الزيادة في عمليات البحث الحاجة الملحة للتوعية بشأن تأثيرات GHB والاعتبارات القانونية المرتبطة به.
تسعى البورصجية إلى تقديم معلومات شاملة ودقيقة حول هذا العقار، من خلال استعراض تاريخه، آثاره الطبية والمخاطر المحتملة للاستخدام غير المشروع. كما تشمل الدراسة الفروق بين استخدامه الطبي وإساءة استخدامه، إضافة إلى الجوانب القانونية والاجتماعية المرتبطة به، وفي ظل تزايد الاهتمام العام بفهم تأثيرات GHB، تهدف هذه المعالجة إلى تسليط الضوء على جوانب متعددة لهذا العقار، مما يسهم في تعزيز الوعي والتثقيف حوله في المجتمع.
ويعد عقار الـ GHB من العقاقير المثبطة للجهاز العصبي المركزي، التي تُستخدم طبيًا لعلاج اضطرابات مثل التغفيق والإدمان، لكنه يرتبط أيضًا بالاستخدامات غير القانونية والجرائم، وتزايدت حالات سوء استخدام العقار حتى أُطلق عليه “مخدر الاغتصاب”، مما جعله محط اهتمام السلطات الطبية والقانونية.
وصرح الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي وعلاج الإدمان لـ “لبورصجية” أن GHB هو مادة كيميائية تُنتج بشكل طبيعي في الجسم بكميات صغيرة، تُساهم في تنظيم وظائف الجهاز العصبي والنوم، يُستخدم العقار بشكل قانوني لعلاج حالات مثل الصرع وبعض الأمراض العصبية، لكن المشكلة تكمن في إساءة استخدامه لتحقيق متعة مؤقتة أو لأغراض إجرامية.
وأضاف الدكتور عبد الراضي أن GHB، عند تناوله بجرعات كبيرة، يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الهلاوس البصرية والسمعية، وزيادة الدافع الجنسي، وهو ما يجعله أداة في الجرائم، مثل التحرش والاعتداءات الجنسية.
الاستخدامات الطبية والقيود
تستخدم هيئة الغذاء والدواء العقار تحت إشراف طبي صارم لعلاج التغفيق وتقليل نوبات فقدان التوتر العضلي، ولكن استخدامه يُقتصر على وصفات طبية دقيقة بسبب مخاطرة العالية عند إساءة استخدامه.
قصص لاستخدامات غير المشروعة والمخاطر
رغم فوائده الطبية، اكتسب GHB شهرة سلبية في العقود الأخيرة، بدأ استخدامه بشكل غير قانوني كمادة مخدرة في الحفلات الليلية بسبب تأثيره المُهدئ، كما اشتهر بأنه يُستخدم في جرائم الاعتداء الجنسي، ما أدى إلى تسميته بـ”مخدر الاغتصاب”، وتشمل أبرز أنماط إساءة الاستخدام:
- الحفلات الليلية: يُستخدم كمخدر يُعزز الشعور بالنشوة.
- “مخدر الاغتصاب”: نظرًا لقدرة العقار على التسبب في فقدان الوعي بسهولة، يتم خلطه بالمشروبات لتنفيذ جرائم اعتداء جنسي.
- تعاطي الإدمان: البعض يستخدمه لتحقيق تأثيرات مهدئة أو محفزة، مما يزيد من خطر الجرعات الزائدة.
وبالإضافة الي ذلك، يمكن أن يؤدي استخدامه الترفيهي إلى آثار جانبية خطيرة تشمل الغثيان، التقيؤ، التشوش، فقدان التوازن، وحتى الدخول في غيبوبة، لا يوجد ترياق لعلاج الجرعات الزائدة من GHB، مما يزيد من خطورة استخدامه بشكل غير مشروع.
كما أكد الدكتور عبد الراضي، أن هذا العقار يُظهر السلوكيات والرغبات الكامنة لدى المستخدم، مما يعني أنه قد يؤدي إلى سلوكيات عنيفة وغير متوقعة في حالة وجود مشاعر سلبية مسبقة. يضاعف مزجه مع الكحول من هذه المخاطر، ويزيد من احتمالية التسبب في تثبيط الجهاز التنفسي أو الوفاة.
وأشار إلى قضية البلوجر الشهيرة وأخر أجنبي بتهمة ترويج نحو 145 لترا من مخدر “GHB” بقيمة 145 مليون جنيه، لترويجه على الشباب، وهو محرك للرغبة ودافع للإثارة ولكن تختلف الرغبات واشكال الاثارة عن البشر، وهذا يسلط الضوء على خطورة انتشاره بين الشباب واستغلاله كأداة في الجرائم.
الإدمان والانسحاب
يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر للعقار إلى الإدمان. تظهر أعراض الانسحاب لدى المستخدمين مثل الأرق، القلق، الارتعاش، وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. في بعض الحالات، قد يؤدي الانسحاب إلى تفكير ذهاني أو أعراض خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا.
التوزيع والتحكم القانوني
كما تم تصنيف GHB كمادة محظورة في معظم الدول، ويُعد إنتاجه أو ترويجه دون تصريح قانوني جريمة، تتطلب الاستخدامات الطبية للعقار رقابة صارمة لضمان عدم إساءة استخدامه، فيما تعمل السلطات على زيادة التوعية بمخاطرة بين الفئات الشابة.
ولكن يُباع بشكل غير قانوني عادة في صورة سائل أو مسحوق يُذاب في المشروبات، تُصنف السلطات الأمريكية العقار ضمن الفئة الأولى من المواد المحظورة بسبب إمكانياته العالية للإساءة والإدمان، ومع ذلك، تُستخدم مشتقاته مثل GBL وBD، اللذين يتحولان في الجسم إلى GHB، في التوزيع غير القانوني.