عالم

مخاوف من شبح المجاعة.. تداعيات توقف “اتفاق الحبوب” على الأمن الغذائي العالمي

 

رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب التي انتهت أمس الإثنين، في الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عام بوساطة الأمم المتحدة والذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بشكل آمن عبر البحر الأسود؛ بسبب عدم تنفيذ جزء من الصفقة ينص على إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية لم يتم تنفيذه.

ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله يوم الاثنين إن قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي ولا خطة لإجراء المزيد من المحادثات بشأنه.

ما هو اتفاق الحبوب؟

هو وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية تم التوقيع عليه في 22 يوليو 2022، فى إسطنبول “بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة”.

وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمي، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.

أهمية الاتفاق

وتعود أهمية الاتفاق فى كونه يسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.

عندما بدأت  الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير من العام الماضي، أعربت الكثير من دول العالم عن مخاوفها من وقوع مجاعة خاصة في البلدان الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط وسط قلق متنام حيال نفاذ الوقت أمام إبعاد شبح أزمة مجاعة.

مليار دولار خسائر

وكشف رئيس اتحاد الحبوب الروسي، أركادي زلوشفسكي، عن أنّ شركات الحبوب الروسية تكبّدت خسائر بنحو مليار دولار، بسبب اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأضاف زلوشفسكي، في مؤتمر صحفي نظمته وكالة تاس الروسية للأنباء: “من خلال الحسابات، نكتشف أننا خسرنا أكثر من مليار دولار هذا الموسم، وهذه هي خسائر منتجي الحبوب وحدهم، أنا لا اتحدث عن خسائر شركات تصنيع الأسمدة حيث كان من المتوقع أن تحصل على بعض التعويضات”.

وطالما أكدت موسكو أن الجزء الأكبر من الحبوب التي كان من المفترض شحنها للدول الفقيرة، ذهب إلى الدول الغربية.

روسيا مستعدة لإحياء الصفقة

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو مستعدة لإحياء الصفقة، لكن فقط بعد الوفاء بالجزء المتعلق بالالتزامات تجاه موسكو.

وعلى مدارعدة أشهر، أشار الكرملين إلى أنه غير راض عن الطريقة التي يتم بها تنفيذ الاتفاق وهدد بالانسحاب.

وثارت احتجاجات أمس الاثنين في أعقاب قرار روسيا إنهاء مشاركتها في الاتفاق.

وأضاف أن شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود بدون ضمانات أمنية من روسيا أمر ينطوي على مخاطر لأن أوكرانيا تستخدم تلك المياه في أنشطة عسكرية، وذلك بعد اقتراحات بأن تتولى تركيا حماية سفن الحبوب الأوكرانية.

وقال بيسكوف، في إفادة، إن موسكو ترفض الانتقادات الأمريكية لها بعد الانسحاب من اتفاق الحبوب الذي توسطت تركيا والأمم المتحدة لإبرامه.

وأضاف أن روسيا ستواصل إمداد الدول الفقيرة بالحبوب.

شرين حياة للأمن الغذائي العالمي

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الاتفاق الذي مضى عليه عام، والذي انتهى رسمياً الساعة 2100 من مساء الاثنين بتوقيت جرينتش، كان شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة أمل في عالم مضطرب.

وأكّد جوتيريش أنّه يشعر بخيبة أمل عميقة، لأن الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مقترحات لإنقاذ الاتفاق، لم تلق آذاناً صاغية.

خيبة أمل عميقة

فيما قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إنها تشعر “بخيبة أمل عميقة” لانتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، والذي وصفته بأنه ضروري لضمان استقرار أسعار الغذاء العالمية.

وكتبت نجوزي أوكونجو إيويالا على تويتر “تجارة البحر الأسود في الغذاء والأعلاف والأسمدة أمر بالغ الأهمية لاستقرار أسعار الغذاء العالمية. من المحزن أن نقول إن الفقراء والدول الفقيرة هم الأكثر تضررا. دعونا نبقِ الأمل حيا بشأن التجديد”.

عسكرة الاتفاق

اتّهم الكرملين، اليوم الثلاثاء، كييف باستخدام الممرّ المخصّص لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود “لأغراض عسكرية”، وذلك غداة انسحاب موسكو من اتفاق رعته الأمم المتحدة، وسمح بمرور آمن لسفن التصدير.

وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحفيين إنّ المنطقة التي يرعاها اتفاق الحبوب “يستخدمها نظام كييف لأغراض عسكرية، هذه حقيقة واضحة”.

كما قال الكرملين إن شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود بدون ضمانات أمنية من روسيا أمر ينطوي على مخاطر، لأن أوكرانيا تستخدم تلك المياه في أنشطة عسكرية، وذلك بعد اقتراحات بأن تتولى تركيا حماية سفن الحبوب الأوكرانية.

 

وقال بيسكوف، إن موسكو ترفض الانتقادات الأمريكية لها بعد الانسحاب من اتفاق الحبوب، الذي توسطت تركيا والأمم المتحدة لإبرامه. وأضاف أن روسيا ستواصل إمداد الدول الفقيرة بالحبوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *