أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، أن حجم الدين العام الأمريكي بلغ رقمًا قياسيًا بعدما تخطى حاجز 33 تريليون دولار، مؤكدة أن إجمالي حجم الديون الخارجية للولايات المتحدة بلغ 33.044 تريليون دولار.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير اليوم الثلاثاء، إن الدين العام الأمريكي تجاوز 33 تريليون دولار، وذلك لأول مرة، مما يقدم تذكيرًا بالمسار المالي المهتز للبلاد في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن احتمال إغلاق حكومة هذا الشهر في ظل معركة أخرى على الإنفاق الفيدرالي.
ورصدت الخزانة الأمريكية هذا الرقم في تقريرها اليومي الذي يتناول تفاصيل الميزانية العمومية للبلاد. ويأتي هذا في الوقت الذي يبدو فيه أن الكونجرس يتداعى في محاولاته لتمويل الحكومة قبل الموعد النهائي المقرر بنهاية هذا الشهر، وما لم يستطع الكونجرس تمرير نحو 12 من قوانين المخصصات أو يوافق على مد قصير الأجل للتمويل الفيدرالي بالمستويات الحالية، فإن الولايات المتحدة ستواجه أول إغلاق حكومي منذ عام 2019.
مقترح قصير الأجل
ومطلع الأسبوع الجاري، بحث الجمهوريون في مجلس النواب مقترح قصير الأجل من شأنه أن يقلص الإنفاق لأغلب الوكالات الفيدرالية، وإحياء مبادرات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحدودية الصارمة، وذلك لمد الإنفاق حتى نهاية أكتوبر.
لكن لا يوجد توقعات كبيرة بأن تكسر الخطة الجمود في الكابيتول مع انقسام الجمهوريين حول مطالبهم، كما أنه من غير المرجح أن يدعم الديمقراطيون أي تسوية من هذا القبيل.
وتزايد النقاش حول الدين هذا العام، تخلله مد المواجهة حول رفع سقف الديون.
وانتهت المعركة باتفاق بين الحزبين لتعليق سقف الديون لعامين، وخفض الإنفاق الفيدرالي بمقدار 1.5 تريليون دولار على مدار 10 سنوات، بتجميد بعض التمويل الذي كان من المتوقع أن يزداد العام القادم، ثم فرض قيود على نمو الإنفاق بحد 1% في 2025. إلا أن الدين الأمريكي في طريقه للوصول إلى 52 تريليون دولار بنهاية العقد، حتى بعد الأخذ في الحسبان تخفيضات الإنفاق التي تم تمريرها مؤخرا، مع تزايد الفائدة على الدين وزيادة تكلفة شبكة الضمان الاجتماعي للبلاد، بحسب الصحيفة.
وفي أوائل يونيو الماضي، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونًا يرفع سقف الدين العام. وسمح هذا الإجراء للسلطات الأمريكية بتجنب التخلف عن السداد.
وفي ذلك الوقت، كان الرقم عند مستوى 31.95 تريليون دولار، ولكن في منتصف الشهر نفسه، تجاوز الدين الوطني 32 تريليون دولار.
مساعٍ لتجنب سيناريو الإغلاق
وفي مؤتمر صحفي مساء يوم الاثنين، أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي أنه ينوى الاستمرار بالقتال حتى النهاية من أجل تجنب سيناريو الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بسبب قضية التمويل الحكومي.
وأفاد مكارثي بأنه يعتزم طرح مقترحه لإجراءات الإنفاق الحكومي المؤقت على مجلس النواب يوم الخميس المقبل، مشيرا إلى أن الإغلاق الحكومي المحتمل سوف يتسبب في إبطاء إجراءات عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب وكالة “رويترز”.
وجاءت تصريحات مكارثي بعدما أعلن كل من تكتل الحرية الجمهوري المحافظ وتكتل ماين ستريت في بيان مشترك أنهما قد اتفقا على مشروع قانون مدته 31 يومًا لتمويل حكومة الولايات المتحدة.
وكانت الخلافات داخل الحزب الجمهوري وصعوبة الإجماع بين الحزبين مؤخرا قد أديا إلى إثارة المخاوف من سيناريو إغلاق حكومي محتمل، بعدما حث البيت الأبيض الكونجرس على تمرير مشروع قانون مؤقت.
واتفق تكتلا الحزب الجمهوري على أن الكونجرس يجب أن يبقي الحكومة مفتوحة ويمنع سيناريو الإغلاق، وأوضحا أنهما سيعملان معا لحشد الدعم لمشروع القانون في مجلس النواب – الذي يقوده الحزب الجمهوري – خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقبل مكارثي، طمأنت وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين الشعب الأمريكي بأنها تستبعد تماما حدوث أي إغلاق للحكومة، مع ترقب يوم 30 سبتمبر، الذي من المقرر أن يتم تنفيد مشروع قانون التمويل الحكومي فيه.