مصر

محافظ أسيوط ينهي الجدل حول ما أثير بسبب تغيير معالم ميدان “عبد الناصر” لمشروعات تجارية

أثار تطوير الميادين في حي شرق وغرب المدينة حالة من الجدل والمخاوف بين مواطنى محافظة أسيوط لما له من تغيير للمظهر العام والتاريخى والرمز الحضاري للمحافظة منذ سنوات عديدة مضت.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر تغييرات في النصب التذكاري للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الواقع بالقرب من جامعة أسيوط بحي غرب، وتحويل المنطقة المحيطة به إلى مشروعات ذات طابع تجاري، ما أثار موجة من الاستياء.

ويقع التمثال أمام مسجد عمر مكرم في أحد المداخل الرئيسية للمدينة، ويُعد نقطة بارزة تمر بها حركة القطارات، ما أكسبه أهمية رمزية وتاريخية.

وفي المقابل، أعرب فنانون تشكيليون وعدد من المثقفين عن قلقهم من محاولات بعض المطورين العقاريين وأصحاب المصالح العبث بالهوية البصرية للمحافظة، بعد أعمال تغيير طالت النصب وتحويل المنطقة إلى كافيهات ومبانٍ بديكورات غير متناسقة، بما يفرغ المكان من قيمته التاريخية.

وأكد الفنانون أن النصب التذكاري لعبد الناصر كان يحمل رسالة قوية في مواجهة الفكر المتطرف، خاصة بعد ثورة 30 يونيو، مطالبين بوقف هذه الممارسات وإعادة الاعتبار للرمزية الوطنية للزعيم.

من جانبه، أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أنه أصدر توجيهاته إلى ممدوح جبر، رئيس حي غرب، بوقف جميع الأعمال الإنشائية الجارية في محيط النصب، باعتباره رمزًا وطنيًا بارزًا.

وأوضح المحافظ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي الزعيم الراحل اهتمامًا خاصًا، مشيرًا إلى إطلاق اسم “ناصر” على أكبر مشروع عمراني بالمحافظة، مدينة ناصر بالهضبة الغربية، التي تُقام على مساحة 6006 أفدنة وتضم مشروعات المدن الذكية.

وشدد “أبو النصر” على ضرورة الحفاظ على النصب التذكاري باعتباره قيمة تاريخية ورمزية، مؤكدًا أن جمال عبد الناصر سيظل حاضرًا في وجدان المصريين، وخاصة أبناء أسيوط، لما قدمه لمصر وشعبها من جهود لتعزيز العدالة الاجتماعية وإتاحة الفرص للجميع دون تفرقة.

يُذكر أن النصب أُنشئ في عهد اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط الأسبق، ليكون رسالة للأجيال القادمة، بعد اختيار نفس الساحة التي كانت تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية للتظاهر، ليصبح الموقع رمزًا وواجهة مشرفة لعاصمة الصعيد.

وفي عام 2014، نظمت المحافظة احتفالية كبرى لإزاحة الستار عن التمثال بحضور أسرة الزعيم وعدد من الشخصيات العامة، واعتُبر التمثال الأكبر من نوعه على مستوى الجمهورية.

و فكرة إنشاء التمثال بدأت في عهد اللواء نبيل العزبي، واستكملها اللواء إبراهيم حماد، حيث كلف الدكتور محسن سليم، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، بتنفيذ التمثال المصنوع من الفايبر جلاس، بطول 4.25 متر، في وضعية الوقوف، رافعًا يده اليمنى مشيرًا بالسبابة إلى السماء، في دلالة على تطلعه لمستقبل مصر وتحذيره لأعدائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *