
في شهر الانتصار، لا يقتصر الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر على استرجاع بطولات الماضي فحسب، بل يمثل أيضًا فرصة ذهبية لغرس قيم الانتماء والوعي الوطني في نفوس الأبناء، عبر أنشطة وفعاليات أسرية تعيد إحياء روح الوحدة وتقوي روابط العائلة.
وفي هذا الإطار أشارت داليا الحزاوي، الخبيرة الأسرية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أنه تزامنًا مع احتفالات السادس من أكتوبر سيتم تفعيل مبادرة “يلا فسحة”، التي تهدف إلى تشجيع الأسر على تخصيص وقت أسبوعي للخروج مع أبنائهم خلال العطلات، بما يساعدهم على تجديد نشاطهم والعودة إلى المذاكرة بحافز أكبر، إضافة إلى تعزيز التقارب الأسري الذي يتيح للآباء التعرف على سلوكيات أبنائهم وتوجيههم عند الحاجة.
وأكدت الحزاوي أن الأسرة تلعب دورًا محوريًا في غرس قيم الوطنية والانتماء في نفوس الأبناء، مشددة على أن ذكرى انتصارات أكتوبر تمثل مناسبة مثالية لترسيخ هذه القيم.
وأوضحت أنه يمكن استثمار هذه الذكرى عبر التحدث مع الأبناء عن تاريخ مصر العسكري وكيف ضحى الجنود بدمائهم من أجل استعادة أرض الوطن، إلى جانب قراءة قصص عن الانتصار أو مشاهدة أفلام وطنية والاستماع إلى الأغاني التي تحتفي بمصر وعظمتها، أو حتى تشجيع الأبناء الصغار على التعبير عن حبهم لمصر من خلال الرسم أو الشعر أو أي نشاط فني.
كما دعت الأسر إلى المشاركة في الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة بهذه المناسبة، وعدم إغفال زيارة المتاحف والمعالم التاريخية لتعريف الأبناء بتاريخ مصر العسكري، مشيرة إلى أماكن بارزة مثل: بانوراما حرب أكتوبر، المتحف الحربي، متحف أنور السادات، النصب التذكاري للجندي المجهول، متحف الدبابات، والنصب التذكاري لنصر أكتوبر.
وشددت الحزاوي على أهمية دور المدارس في الاحتفال بشهر النصر، من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة تعليمية تعزز شعور الطلاب بالفخر والانتماء، وتساعدهم على فهم التاريخ بشكل صحيح بعيدًا عن الاعتماد على مصادر غير موثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن الظروف السياسية الراهنة تزيد من الحاجة إلى تعليم الأبناء التاريخ بعمق ووعي، موضحة أن التاريخ ليس مجرد أحداث ماضية، بل هو أداة لفهم الواقع وتحليل الأحداث، كما يغرس في الأبناء مشاعر الوطنية والفخر بالهوية المصرية.