مصر

مبادرة “التربية أولاً”.. دعوة لتجديد الوعي الأخلاقي في زمن التحولات

في زمنٍ تتسارع فيه التغيرات المجتمعية وتتراجع فيه القيم أمام زخم الحياة المادية، تعود من جديد أصوات تطالب بإحياء الدور التربوي للمدرسة والأسرة والإعلام، باعتبارهم شركاء في بناء الإنسان قبل تعليمه، ومن بين هذه الأصوات، تجدد الخبيرة التربوية داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، دعوتها عبر إعادة تفعيل مبادرة “التربية أولاً ووسطاً وآخراً”، التي أطلقتها في وقت سابق، مؤكدة أن ترسيخ القيم الأخلاقية وتعزيز السلوك القويم هما أساس أي عملية تعليمية ناجحة.

وقالت الحزاوي إن اسم “وزارة التربية والتعليم” لم يُطلق عبثًا، بل يعكس جوهر الفلسفة التعليمية التي تضع “التربية” في المقدمة، مشددة على أن المدرسة والأسرة والإعلام شركاء متكاملون في بناء شخصية الطالب وتشكيل وجدانه.

ودعت الحزاوي إلى إعادة تفعيل الأنشطة المدرسية التي تغرس القيم وتُعزز السلوكيات الإيجابية، مثل اختيار الطالب المثالي أخلاقيًا، وتنظيم لقاءات تدعو إلى نبذ العنف والتحلي بالأخلاق الحميدة، مع تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي ليكون همزة وصل فعالة بين المدرسة والأسرة في معالجة السلوكيات المنحرفة.

كما أكدت أن الأسرة تتحمل مسؤولية جوهرية في التنشئة، داعية أولياء الأمور إلى تخصيص وقت منتظم للحوار مع الأبناء، حتى لا يضيع التواصل وسط انشغالات الحياة اليومية.

وفيما يتعلق بالإعلام، شددت الحزاوي على أن المحتوى الحالي بحاجة إلى مراجعة جذرية، بعد أن ساهم في نشر أنماط سلوكية دخيلة، مطالبة بإنتاج أعمال وبرامج هادفة تُعيد الاعتبار للأخلاق وتغرس في النشء الذوق والوعي، مثلما كان الحال في برامج الأطفال القديمة التي شكلت وعي أجيال بأكملها.

واختتمت الحزاوي حديثها ان التربية مسؤولية جماعية، تبدأ من البيت، وتتكامل مع المدرسة، وتُدعَّم بإعلام واعٍ ومسؤول، فبناء الأجيال لا يتحقق بالمناهج وحدها، بل بالقيم التي تُحصّن عقولهم وقلوبهم أمام تحديات العصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *