
هل يلقى مصير 5 تجارب فاشلة من قبل؟..
هيمن الديمقراطيون والجمهوريون على المشهد السياسي الأمريكي منذ ستينيات القرن التاسع عشر، متولين بذلك الرئاسة والكونجرس والغالبية العظمى من المناصب المنتخبة، حتى باتت السياسة الأمريكية ثنائية القطب بامتياز.
لكن بين الحين والآخر، تظهر محاولات جادة لتأسيس “حزب ثالث” يُخلخل المعادلة ويعبّر عن شرائح من الناخبين الساخطين على النظام القائم.
وفي ظل إعلان الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” و”سبيس إكس”، إيلون ماسك عزمه تأسيس حزب سياسي جديد، بعد أسابيع من خلافه الحاد مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعود إلى الأذهان عدة تجارب سابقة حاولت شق طريق ثالث في السياسة الأمريكية، إلا أنها باءت بالفشل، بعضها لم يدم سوى بضع دورات انتخابية، وبعضها حقق بعض النجاحات الانتخابية على المستوى المحلي.
ورغم الغضب الشعبي من النمط السياسي التقليدي، فإن إنشاء حزب ثالث في أمريكا مهمة شبه مستحيلة، نظرًا لأن النظام الانتخابي الأمريكي لا يتيح فرصًا كبيرة للأحزاب الصغيرة، كما أن قوانين التمويل والاعتراف الرسمي تختلف من ولاية لأخرى وتتطلب موارد هائلة.
وقد ينجح ماسك في استقطاب كتلة من الناخبين الساخطين، خاصة من الفئات التي ترى أن الحزبين التقليديين لم يعودا يعكسان طموحات المستقبل أو العدالة الاجتماعية، لكن آخرين يرون أن ماسك، رغم تأثيره الإعلامي، سيواجه العقبات نفسها التي واجهتها الأحزاب السابقة، ما لم يكن مشروعه مبنيًا على قاعدة تنظيمية شعبية حقيقية.
ونشر موقع “ذا كونفرسيشن” تقريرًا عن أبرز الأحزاب التي تم إنشاؤها سابقًا في الولايات المتحدة والتي طالعته جريدة “البورصجية” على النحو التالي:
الحزب التقدمي
تأسس الحزب التقدي عام ١٩١٢ على يد الرئيس السابق ثيودور روزفلت بعد انقسامه عن الحزب الجمهوري، عُرف الحزب الجديد بمواقفه المتقدمة تجاه الإصلاحات التقدمية والشعبوية ، كما استقطب مصلحين وطنيين مشهورين، لكن الحزب لم يصمد طويلًا، حيث تراجعت شعبيته بسرعة في الانتخابات حتى عام ١٩١٨ ، ثم اختفى بحلول عام ١٩٢٠.
حزب الإصلاح
تأسس حزب الإصلاح عام ١٩٩٥على يد الملياردير روس بيرو الذي ترشح للرئاسة في عامي 1992 و1996، بعد أن حصل على ١٨.٩٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.
واجه الحزب صعوبات في الحفاظ على زخم شعبيته بعد رحيل بيرو، وفقد الكثير من الدعم، وعلى الرغم من ذلك، استمر الحزب في العمل كحزب ثالث في الساحة السياسية الأمريكية، وحاول التأثير على القضايا التي يتبناها.
حزب الخضر
يمثّل حزب الخضر التيار البيئي واليساري، وبرز في انتخابات عام 2000 مع ترشح الناشط السياسي، رالف نادر، لكن الحزب ظل على هامش السياسة الأمريكية ولم يحقق اختراقًا حقيقيًا على المستوى الوطني.
الحزب الأمريكي المستقل
أسس السياسي جورج والاس، الحزب الأمريكي المستقل عام ١٩٦٨ للترشح للرئاسة، بعد أن فشل في مساعيه للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
بعد تأسيس الحزب، خاض والاس حملته الانتخابية كما لو كان مرشح رئاسي مؤهل، إلا أن الهدف الحقيقي كان استنزاف ما يكفي من أصوات ريتشارد نيكسون وهيوبرت همفري، مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لحرمانهما من الفوز في المجمع الانتخابي، كان والاس يأمل في إجبار مجلس النواب على حسم الانتخابات بصوت واحد لكل ولاية إذا استطاع الحصول على أصوات انتخابية كافية تجعله وسيطًا مؤثرًا، إلا أن محاولته باءت بالفشل.
حزب إلى الأمام
شهدت انتخابات 2024 دخول عدة أحزاب جديدة إلى الساحة السياسية، ففي عام 2022، أعلنت حاكمة ولاية نيوجيرسي السابقة كريستين تود ويتمان، والمرشح الرئاسي السابق أندرو يانج عن تشكيل “إلى الأمام”، وهو حزب وسطي صُمم لاستقطاب الأمريكيين المحبطين من الحزبين السياسيين المهيمنين في البلاد، ولم يُعلن الحزب في النهاية عن مرشح رئاسي في عام 2024.