في لحظة أحدثت هزة في الشرق الأوسط، استولى معارضون سوريون على العاصمة دمشق اليوم الأحد، مما أجبر الرئيس بشار الأسد على الفرار بعد حرب أهلية بدأت قبل 13 عاما، مما يضع نهاية لحكم عائلته الذي دام عقودًا.
فترة انتقالية حاكمة
وقال هادي البحرة رئيس ائتلاف المعارضة السورية في الخارج، لرويترز على هامش منتدى الدوحة اليوم الأحد، إن سوريا يجب أن تشهد فترة انتقالية مدتها 18 شهرا لتوفير “بيئة آمنة ومحايدة وهادئة” من أجل إجراء انتخابات حرة.
وقال البحرة إنه يتعين وصغ مسودة دستور خلال ستة أشهر، ستكون أول انتخابات تجرى بموجبه استفتاء عليه، مضيفًا “الدستور سيحدد ما إذا كانت سوريا ستتبع نظاما برلمانيا أو رئاسيا أو مختلطا، وعلى هذا الأساس ستجرى الانتخابات ويختار الشعب زعيمه”.
وقال إن المعارضة طلبت من موظفي الدولة الاستمرار في الذهاب إلى أعمالهم لحين انتقال السلطة وأكدت لهم أنهم لن يتعرضوا لأي أذى.
تحول موازين القوى
وجاءت الإطاحة السريعة بالأسد في أعقاب تحول في ميزان القوى في الشرق الأوسط بعد أن قتلت إسرائيل خلال الشهرين الماضيين العديد من زعماء جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تعد العمود الفقري لقوة الأسد في ساحة المعركة. أما روسيا، الحليف الرئيسي الآخر للأسد، فهي تركز على الحرب في أوكرانيا.
وقال البحرة: “الأسد قرر الرحيل نتيجة التأثير المتعاقب للأحداث. شعرت بالارتياح وكذلك بقليل من الحزن لأنه كانت تجب محاسبة الأسد على كل الجرائم التي ارتكبها (قبل فراره)”.
مشوار “الأسد” من الرئاسة إلى الهروب
بدأ بشار الأسد فترة حكمه رئيسًا للجمهورية العربية السورية في الـ7 من يوليو عام 2000 وكان وقتها في الـ34 من عمرها، خلفا لوالده حافظ الأسد، الذي كان رئيسًا لسوريا بين عامي 1971 و2000.
وُلد بشار الأسد ونشأ في مدينة دمشق في سبتمبر عام 1965 وتخرج في كلية الطب بجامعتها وبدأ حياته العملية طبيبا في الجيش السوري، إذ تطوع ضابطا بعد تخرجه في القوات المسلحة السورية فرع إدارة الخدمات الطبية في الأول من سبتمبر عام 1985، وعمل بعدها طبيبا للعيون بمستشفى تشرين العسكري عام 1992.
سافر بعدها “الأسد” إلى لندن لمتابعة دراسته حتى عام 1994، إذ التحق بالدراسات العليا في مستشفى ويسترن للعيون في عام 1994، وبعد وفاة شقيقه الأكبر باسل الأسد في حادث سيارة عاد إلى سوريا ليصبح رئيسا لمجلس إدارة الجمعية العلمية السورية المعلوماتية المسؤولة عن النشاط المعلوماتي بالجمهورية.
قيادة الجيش
وفي عام 2000 تولى بشار الأسد قيادة الجيش وتسلم حينها عددا من الملفات بينها الملف اللبناني، ثم انتخب من بعدها أمينا قطريا لحزب البعث الاشتراكي السوري في يونيو عام 2000 خلال المؤتمر القُطري التاسع للحزب.
وتوفي الرئيس حافظ الأسد في الـ10 من يونيو 2000 فأصدر نائب رئيس الجمهورية حينها عبدالحليم خدام مرسومًا تشريعيًا رفع فيه بشار إلى رتبة فريق ثم أصدر مرسومًا بتعيينه قائدًا عامًا للجيش والقوات المسلحة ومن ثم انتخب بشار الأسد رئيسًا لسوريا في يوليو عام 2000.
وفي الاستفتاءات الرئاسية عام 2000 وما تلاها في عام 2007 حصل على التأييد بأغلبية ساحقة وأعيد انتخابه لولاية رابعة في مايو 2021.