لليوم الخامس على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد أهدافًا إسرائيلية السبت الماضي، وخلفت أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي ومئات الجرحى.
بعد هدنة غزة.. عودة الحياة لطبيعتها في الأراضي الفلسطينية
وأعلنت دول الاحتلال الإسرائيلي قطع الإمدادات الأساسية من كهرباء وماء ووقود ومواد غذائية عن غزة في إطار ردها على عملية “طوفان الأقصى”، ملوحة بحرب مفتوحة في القطاع الذي يعد أكبر سجن مفتوح في العالم، خاصة في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني.
وأعلن وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت، الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، أول أمس الاثنين قائلاً: “لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق”، مضيفًا: “نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك”.
وأمر وزير البنية التحتية الإسرائيلي في وقت لاحق بالقطع الفوري لإمدادات المياه عن قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 2.2 مليون نسمة. كذلك أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي أن السلطات لن تقدم بعد الآن الكهرباء لسكان غزة.
لا كهرباء
وقال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم لإذاعة “صوت فلسطين”، اليوم الأربعاء، إن ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة، وهي المحطة الوحيدة التي توفر الكهرباء، يكفي لما بين عشر و12 ساعة على الأكثر فقط.
وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع أول أمس الاثنين في إطار ما وصفته بأنه حصار مطبق ردا على هجوم مباغت وواسع شنته فصائل المقاومة الفلسطينية.
كارثة إنسانية
وحذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية، من أنّ القطاع يواجه كارثة إنسانية محققة، مع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود.
وذكر بيان صادر عن حركة “حماس”، أن توقف المحطة عن العمل بشكل كامل، ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعا على الكهرباء.
وأضاف البيان، أنّ هذا الوضع الكارثي يخلف أزمة إنسانية لجميع سكان قطاع غزة، يزيد من تفاقمها تواصل الغارات وتدمير أحياء سكنية كاملة بمئات الأطنان من المتفجرات، وقصف منازل المواطنين فوق رؤوسهم.
وأطلق البيان، نداء استغاثة عاجل جدا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة.
“حصار محظور” دوليًا
وردت الأمم المتحدة على القرار الإسرائيلي مؤكدة أن الحصار الكامل “محظور” بموجب القانون الدولي الإنساني. ويرقى العقاب الجماعي للسكان المدنيين، إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وقال مفوّض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان أمس: “إنّ فرض حصار يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء على قيد الحياة محظور بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وقال تورك: “القانون الإنساني الدولي واضح: الالتزام بالعناية المستمرة لتجنب إيقاع خسائر في أرواح السكان المدنيين”.
وبموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن المدنيين الصادرة في العام 1949، تحت بند “المسؤولية الفردية والعقوبات الجماعية والنهب والانتقام”، “لا يجوز معاقبة أي شخص محمي على جريمة لم يرتكبها هو شخصياً. وتحظر العقوبات الجماعية، وكذلك جميع تدابير الترهيب والإرهاب. وتُحظر الأعمال الانتقامية ضد الأشخاص المحميين وممتلكاتهم”.
غزة.. أكبر سجن مفتوح في العالم
يعدّ قطاع غزة أكبر سجن مفتوح في العالم، إذ أنه محاصر بالكامل منذ عام 2007، وهو أحد أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان.
ويشمل الحصار الحظر الشامل على سفر السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع، مع استثناءات قليلة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تحديث لبياناته أمس الثلاثاء: “يُعتقد أن أكثر من 263,934 شخصا في غزة فروا من منازلهم”، مضيفا أن “هذا العدد مرشح للارتفاع”.
وأضاف المكتب الأممي، دمرت عمليات القصف أكثر من 1000وحدة سكنية فيما لحقت أضرار بالغة بـ560 وحدة جعلتها غير صالحة للسكن. فيما لجأ قرابة 175,000 من أولئك النازحين، إلى 88 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
في غضون ذلك، قال سلاح الجو الإسرائيلي، إنه دمر نظامًا راداريًا تستخدمه حركة حماس، في الغارات الجوية التي يشنها سلاح الجو على قطاع غزة. وكتب جيش الاحتلال الإسرائيلي في منشور على موقع “إكس”: “دمرت الطائرات المقاتلة نظام كشف متقدم طورته حماس، وكان يستخدم لرصد الطائرات فوق قطاع غزة.