يواجه قطاع غزة مأساة مكتملة الأركان في أعقاب العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي استمر لأكثر من 15 شهرًا، أدى خلالها لاستشهاد أكثر من 50 ألفًا من أبناء قطاع غزة.
ويننظر قطاع غزة رحلة شاقة في إعادة الإعمار، تبدأ بالقطاع الصحي الذي يعمل فيه فقط 16 مستشفى بشكل جزئي، بطاقة لا تزيد على 1800 سرير.
وعلى مدى أشهر الحرب، شن الاحتلال 520 هجومًا على المستشفيات بالقطاع، ووفقًا للصحة العالمية فإن إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة يحتاج إلى 10 مليارات دولار.
وعلى مستوى القطاع التعليمي، قدمت منظمة اليونيسف إحصائيات تفيد بأن هناك 496 مدرسة متضررة من أصل 564 منشأة تعليمية، إذ تعرضت 396 مدرسة لضربات مباشرة من قبل آلة الحرب الإسرائيلية.
وحسب التقديرات، تكلفة بناء المدرسة الواحدة فيها نحو 4 ملايين دولار، وهو الأمر الذي يجعل تكلفة إعمار القطاع التعليمي نحو 1.98 مليار دولار.
وبشأن الطرق، أوضحت منظمة “يونوسات” الأممية أن إجمالي الطرق المُدمرة في قطاع غزة بلغت نحو 1190 كيلو مترًا، إذ إن هناك 415 كيلومترًا من الطرق المُدمرة بشدة، و1440 كيلو مترًا من الطرق المتضررة بشكل جزئي.
وتُشير هذه الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 68% من إجمالي شبكة الطرق تضررت في قطاع غزة، وهو ما تبلغ تكلفته التقديرية حسب الخبراء نحو 3 مليارات دولار.
وبدأ الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى مناطق شمال قطاع غزة، فجر اليوم الاثنين، بعد فتح محور نتساريم وعدة طرق أخرى أمام حركة السيارات والمشاة.
وسارع عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة بعد انسحاب آليات ودبابات الاحتلال، التي كانت تقطع الطريق قرب محور نتساريم.
وتجمع النازحون، صباح اليوم، في شارعي الرشيد وصلاح الدين وسط قطاع غزة، انتظارًا للعودة إلى محافظتي غزة والشمال.
يأتي ذلك بعد نجاح جهود الوساطة التي قادتها مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر، في التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس.
