مع اقتراب موسم الشتاء بما يحمله من أمطار غزيرة ورياح وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة رفع حالة التأهب القصوى على مستوى الشبكة القومية، وأطلقت حزمة واسعة من الإجراءات الفنية والميدانية لتأمين استقرار التغذية الكهربائية ومنع تأثر المواطنين بأي اضطرابات محتملة نتيجة التقلبات الجوية، وتعتمد الخطة على مزيج من التطويرات والاستثمارات الجديدة وأعمال الصيانة المكثفة، إلى جانب نشر فرق طوارئ مدربة وتحديث أنظمة إدارة الأحمال.
وتبدأ جاهزية الوزارة هذا العام من خلال الاستثمارات الضخمة المخصصة لتطوير شبكات النقل والتوزيع، والتي تجاوزت 22 مليار جنيه، في إطار مشروع شامل لتحديث البنية التحتية، وشملت الاستثمارات رفع كفاءة خطوط الجهد المتوسط والمنخفض، وتطوير المحطات الفرعية ومحولات التوزيع، حيث جرى استبدال ورفع كفاءة آلاف الوحدات خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب بيانات الوزارة، ارتفع متوسط الاحتياطي اليومي المتاح على الشبكة القومية خلال فصل الشتاء إلى أكثر من 25 ألف ميجاوات، مقارنة باحتياطي تراوح بين 15 و18 ألف ميجاوات في السنوات السابقة، وهو ما يمنح الشبكة قدرة كبيرة على التعامل مع أي طوارئ أو زيادة غير متوقعة في الأحمال.
وعلى صعيد الصيانة، نفذت شركات التوزيع العشر خطة موسعة لتأمين الشبكة تضمنت مراجعة أكثر من 32 ألف محول، وفحص نحو 97 ألف كشك كهرباء، وتفقد 185 ألف عمود إنارة، إلى جانب معالجة مشكلات التآكل والميول في المناطق الريفية والصحراوية. كما جرى تعزيز قدرات العزل الكهربائي في آلاف النقاط، خاصة بالمناطق الساحلية مثل الإسكندرية والبحيرة ودمياط التي تتأثر بدرجات رطوبة مرتفعة خلال الشتاء.
وشهدت شبكات النقل بدورها مراجعة دقيقة لخطوط الجهد العالي والفائق، حيث تم تفقد مسارات تمتد لأكثر من 11 ألف كيلومتر، ومعالجة نقاط التعديات وإزالة التراكمات، إضافة إلى تثبيت الأبراج المتضررة بالعوامل الجوية، كما خضعت المحطات الرئيسية ووحدات التوليد – التي تتجاوز قدرتها الإجمالية 60 ألف ميجاوات – لبرامج صيانة مخططة قبل دخول ذروة الشتاء.
وخصصت الوزارة اهتمامًا خاصًا بالمناطق الأكثر عرضة للسيول في جنوب سيناء والبحر الأحمر وأسيوط وسوهاج والمنيا، حيث تم رفع قواعد المحولات، وتدعيم الأكشاك، ومراجعة مسارات الكابلات الأرضية القريبة من مجاري السيول، كما جرى توفير مضخات متنقلة لسحب المياه بسرعة عند تراكمها قرب المنشآت الكهربائية خاصة في المناطق المنخفضة مثل الإسكندرية والبحيرة والقليوبية.
وفي إطار رفع درجة الاستعداد، عززت الوزارة منظومة تلقي البلاغات عبر الخط الساخن 121 الذي يعمل على مدار 24 ساعة، ويتلقى ما بين 150 و170 ألف بلاغ شهريًا.
وأكد مصدر مسؤول بالوزارة، أنه لن تكون هناك خطط لتخفيف الأحمال خلال الشتاء المقبل، بفضل توافر احتياطي كبير واستقرار أداء محطات التوليد المعتمدة على الغاز والمازوت، بالإضافة إلى مساهمة مشروعات الطاقة المتجددة التي تجاوزت قدراتها 7,200 ميجاوات من الرياح والطاقة الشمسية.
وأشار المصدر، أن عدد مشتركين الشبكة القومية تخطى 38 مليون مشترك، وهو ما دفع الوزارة إلى التوسع في تركيب العدادات الذكية ومسبقة الدفع، حيث تم تركيب أكثر من 7.5 مليون عداد، الأمر الذي ساهم في تقليل الفقد وتحسين جودة الخدمة، خاصة خلال فترات الطقس السيئ، عبر أنظمة القراءة الإلكترونية التي تتيح اكتشاف الأعطال بسرعة.
وشدد المصدر على أن المواطنين لن يواجهوا انقطاعات حادة خلال موسم الشتاء، مؤكدًا أن المنظومة أصبحت أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الطوارئ بفضل إجراءات التشغيل الدقيقة والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في مراقبة الشبكة على مدار الساعة.
