
يخسر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يومًا بعد الآخر، أرضية سياسية جديدة في تل أبيب، فبعد موجة من الاضطرابات التي تزامنت مع اجتماعات الحكومة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بات الرأي العام الإسرائيلي لا يثق في “بيبي”، وهو الأمر الذي يضع حكومته في موقف حرج.
وحسب استطلاع رأي أبرزه موقع “إسرائيل هايوم”، فإن حكومة نتنياهو فقدت ثقة أغلبية كبيرة من الإسرائيليين، إذ أظهر الاستطلاع أن 34% من الإسرائيليين لا يثقون بأي من هذه السلطات، بينما لا تتجاوز نسبة من يثقون بحكومته 15% فقط.
وفي يناير الماضي، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية، أن 61.5% من الإسرائيليين يدعمون اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مقابل 23.9% يعارضونه.
وأضاف استطلاع الرأي، أن 59.8% يعتقدون أنه يجب المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق ووقف الحرب، و58.8% من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب إجراء انتخابات بعد تنفيذ الاتفاق.
التراجع الذي يشهده أداء حكومة نتنياهو يأتي في ظل تصاعد التوترات الداخلية بإسرائيل، إذ تشهد البلاد احتجاجات متكررة ضد سياسات نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية، والإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، التي دفعت شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي للتعبير عن رفضها لسياسات الحكومة الحالية.
وبخلاف ذلك، لعبت الحرب المستمرة في غزة دورًا رئيسيًا في تعميق شعور انعدام الثقة، وسط اتهامات بسوء إدارة الأزمة والتأثير السلبي على الأمن الداخلي، خاصة بعدما فشل العدوان الذي استمر أكثر من 15 شهرًا من إطلاق سراح المحتجزين.
ويواجه نتنياهو تحديات كبيرة، ليس فقط داخليًا، بل أيضًا على الصعيد الدولي، إذ تتزايد الضغوط من حلفاء إسرائيل التقليديين بسبب التصعيد في المنطقة، كما تعكس نتائج الاستطلاع حالة الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي، ما قد يؤدي إلى تأثيرات سياسية في المرحلة المقبلة، سواء من خلال تغييرات داخل الحكومة أو عبر الدعوات المتزايدة لإجراء انتخابات مبكرة.