قال دبلوماسيون إن من المرجح أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء المقبل على مشروع قرار جزائري يحث المجلس المؤلف من 15 عضوا على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس)، وهي خطوة لوحت الولايات المتحدة إلى أنها ستستخدم ضدها حق النقض (الفيتو).
إلى ذلك تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا لليوم الـ134 على التوالي، في ظل استمرار ارتكابها المجازر بحق الشعب الفلسطيني، إذ استشهد عشرات المواطنين، وجُرح آخرون غالبيتهم أطفال ونساء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته على مختلف المناطق بقطاع غزة.
وطرحت الجزائر مشروع قرار أولي قبل أكثر من أسبوعين. لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد سارعت إلى القول إن النص قد يعرض للخطر “المفاوضات الحساسة” التي تهدف إلى التوصل إلى وقف مؤقت للحرب، بحسب “رويترز”.
أمريكا تلوح بالفيتو
وقال دبلوماسيون إن الجزائر طلبت أمس السبت من المجلس التصويت يوم الثلاثاء. ويحتاج قرار مجلس الأمن الدولي لإقراره إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (الفيتو).
وقالت توماس جرينفيلد في بيان يوم السبت “الولايات المتحدة لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا. وإذا طرح للتصويت بصيغته الحالية فلن يتم تبنيه”.
وتحمي واشنطن تقليديا حليفتها إسرائيل من أي تحرك في الأمم المتحدة، واستخدمت حق النقض مرتين بالفعل ضد قرار المجلس منذ السابع من أكتوبر. لكنها امتنعت أيضًا عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس بتبني قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة ودعت إلى فترات هدنة إنسانية عاجلة وممتدة في القتال.
مفاوضات تبادل المحتجزين والرهائن
وتجري محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر سعيا إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقالت توماس جرينفيلد “من المهم أن تمنح الأطراف الأخرى هذه العملية أفضل فرص النجاح، بدلا من الدفع بإجراءات تعرضها، وفرصة التوصل إلى حل دائم للأعمال القتالية، للخطر”.
وبدأت حرب غزة عندما هاجم مقاتلون من حماس التي تدير قطاع غزة إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 إسرائيليًا، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما عسكريا على غزة، تقول السلطات الصحية إنه أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني، فيما يخشى أن آلاف الجثث لا تزال مفقودة أسفل الأنقاض.
إسرائيل تخطط لاقتحام رفح
ويأتي تصويت المجلس المحتمل في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل أيضا لاقتحام رفح في جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، مما أثار قلقا دوليا من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل حاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة “الوضع في غزة هو إدانة مروعة للجمود الذي وصلت إليه العلاقات العالمية”.
وعندما طُلب من ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، توضيح ذلك، قال إن جوتيريش “يشير بأصابع الاتهام” إلى الافتقار إلى الوحدة في مجلس الأمن “وكيف أن هذا الافتقار إلى الوحدة أعاق قدرتنا… على تحسين الأوضاع في جميع أنحاء العالم”.