
توقع مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن يستقبل المتحف المصري الكبير نحو 15 ألف زائر يوميًا بعد افتتاحه الرسمي، مقارنةً بنحو 4 آلاف زائر فقط خلال فترة التشغيل التجريبي، مؤكدًا أن هذا الإقبال الكبير يعكس مكانة المتحف كأهم صرح ثقافي في الشرق الأوسط وأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم.
وقال شاكر في تصريحات خاصة لـ«البورصجية»، إن المتحف المصري الكبير يمثل منارة ثقافية لمصر في الجمهورية الجديدة، موضحًا أن اهتمام القيادة السياسية بالمشروع يجسد حرص الدولة على إبراز هويتها الحضارية وتقديم قوتها الناعمة أمام العالم.
المتحف المصري الكبير أيقونة ثقافية تعبر عن هوية الجمهورية الجديدة
وأضاف أن المتحف لا يُعد مجرد مبنى أثري أو مكان للعرض، بل هو أيقونة ثقافية متكاملة تعبر عن هوية الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أن المشروع لم يبدأ مع الجمهورية الجديدة، لكنه شهد انطلاقته الحقيقية منذ عام 2017 بعد توقفه نتيجة أحداث يناير 2011، حيث تم استئناف العمل بوتيرة غير مسبوقة حتى أصبح اليوم أحد أبرز المشروعات الثقافية على مستوى العالم.
وأوضح كبير الأثريين أن تصميم المتحف استُلهم من شكل الهرم الأكبر وجاء متناغمًا مع طبيعة المنطقة الأثرية المحيطة، حيث تتلاقى أشعة الشمس عند الأهرامات الثلاثة في مشهد يرمز إلى الخلود والضياء في الحضارة المصرية القديمة.
ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون البالغ عددها 5,392 قطعة، أبرزها القناع الذهبي الشهير الذي يُعد من أهم وأندر القطع الأثرية في العالم.
وأشار شاكر إلى أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان للعرض، بل هو مؤسسة ثقافية متكاملة تضم متاحف فرعية مثل متحف الطفل ومتحف مركب الشمس، وقاعات مخصصة لذوي الهمم، ومكتبة ضخمة تحتوي على كتب نادرة ومواد مرئية وصوتية متخصصة في علم المصريات، إلى جانب مسرح وسينما وأوبرا ومناطق مخصصة للتسوق والعروض العالمية.
المتحف اعتمد أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم
وأكد كبير الأثريين أن المتحف اعتمد أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم، مثل الذكاء الاصطناعي، والهولوجرام، والعرض ثلاثي الأبعاد، ما يجعل تجربة الزائر تفاعلية وممتعة وتتيح التعرف على تاريخ مصر بطريقة مبتكرة وجاذبة.
وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على المتحف ذاته، بل يمتد ليشمل تطوير المنطقة المحيطة بالكامل، بدءًا من نزلة السمان حتى الظهير الصحراوي ودهشور وسقارة، ضمن خطة شاملة لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية مدعومة ببنية تحتية حديثة تشمل مطار سفنكس الدولي.
 
                




