قمة فيلنيوس.. الضمانات الأمنية تبخر أحلام أوكرانيا في الانضمام للناتو

يجتمع زعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس، اليوم الثلاثاء، في قمة تستمر يومين تهدف إلى إرسال رسالة تحد إلى موسكو، لكن من المرجح أن تطغى عليها فرص عضوية أوكرانيا وإتمام عضوية السويد.

و”الناتو” هو تحالف عسكري أسسته 12 دولة، من بينها أمريكا وبريطانيا وكندا وفرنسا، عام 1949، وأصبح اليوم يضم 31 دولة.

وهناك اتفاق بين الدول الأعضاء على مساعدة بعضهم بعضا في حالة وقوع أي هجوم مسلح على أي منهم، إذ كان الهدف الأصلي له هو مواجهة التوسع السوفيتي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، مُنح العديد من دول أوروبا الشرقية التي كانت حليفة له في حلف وارسو عضوية الناتو.

ضمانات أمنية

تُعقد هذه القمة بعد أكثر من شهر على بدء هجوم مضاد تنفذه القوات الأوكرانية على الجبهة، لكنه لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب متواضعة أمام خطوط دفاعية روسية صلبة وبسبب النقص في سلاح الجو وقذائف المدفعية.

من المنتظر أن تحصل كييف خلال القمة على “ضمانات أمنية” من الغربيين، بدون الالتزام بجدول زمني يتصل بالانضمام.

رسالة قوية بشأن عضوية أوكرانيا

وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، عن ثقته في أن البيان الختامي لقمة الحلف التي تنطلق، الثلاثاء، سيكون إيجابياً ويحمل رسالة قوية بشأن مسار عضوية أوكرانيا، محذراً من أن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب “يجعل العالم أكثر خطراً، والحلف أكثر ضعفاً”.

وقال “ستولتنبرج”، في حوار يستبق انطلاق القمة بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس، إن هذه القمة “تاريخية” قبل أن تبدأ، لأن السويد ستصبح عضواً كامل العضوية في الحلف، معتبراً أن هذا أمر جيد للسويد، ولتركيا ولدول البلطيق والناتو بأكمله.

فرنسا تمد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن بلاده قررت تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى لمساعدتها في الدفاع عن نفسها.

جاء ذلك على هامش مشاركة الرئيس الفرنسي في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

ويجتمع التحالف العسكري الغربي في قمة تستمر يومين في ليتوانيا، وعلى الرغم من أنه قد اتضح أنه لا يمكن لأوكرانيا الانضمام أثناء الحرب لأن هذا من شأنه أن يشعل الحرب العالمية الثالثة، إلا أن الانضمام يمكن أن يأتي بعدها بسرعة بمجرد أن يعم السلام.

مساعدات عسكرية ألمانية لأوكرانيا

فيما قال مصدر لـ”رويترز”، الثلاثاء، إن ألمانيا تضع اللمسات النهائية على حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو.

وأشار المصدر إلى أن برلين ستعلن عن الحزمة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

غموض حول موعد انضمام كييف للناتو

إلى ذلك قال بيتر سيارتو وزير خارجية المجر، الثلاثاء، إن البيان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي في فيلينوس لا يتضمن جدولا زمنيا محددا لعملية انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري.

وأضاف الوزير في مقطع فيديو بث على صفحته على فيسبوك “في هذا الجزء من البيان الختامي للقمة، لم يرد ذكر موعد لانضمام أوكرانيا أو جدول زمني بتواريخ محددة”.

الانضمام للناتو بعد انتهاء الحرب

وأمس، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ثقته في أن بلاده ستكون عضوا في حلف شمال الأطلس “ناتو” بعد انتهاء الحرب مع روسيا.

وقال زيلينسكي في رسالته الليلية عبر الفيديو: “حتى لو تم الإعراب عن مواقف مختلفة، فلا يزال من الواضح أن أوكرانيا تستحق أن تكون في التحالف. ليس الآن-إننا الآن في حالة حرب، لكننا بحاجة إلى إشارة واضحة، ومن الواضح أن غالبية أعضاء التحالف معنا”.

وأضاف أنه يجب تأكيد ذلك خلال القمة في فيلنيوس يومي الثلاثاء والأربعاء.

اتهام روسي لأمريكا بعرقلة جهود الحل

بينما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الدبلوماسي الروسي قسطنطين جافريلوف قوله اليوم الثلاثاء إن إعلان الولايات المتحدة عن خطط لزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا يظهر عدم اهتمامها بالتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.

وأضاف جافريلوف في تعليقات نشرت في نفس يوم عقد قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا أن أوروبا ستكون أول من يواجه “عواقب كارثية” في حالة تصعيد الحرب.

الأوضاع الميدانية

ميدانيًا، استعاد الجيش الأوكراني 14 كيلومترًا مربعًا في شرقي البلاد في إطار هجومه المضاد، كما أعلن أحد المتحدثين باسمه، أندري كوفاليوف. وقبلها أعلن رئيس المكتب الصحفي لمجموعة قوات “الجنوب” الروسية، أن وحدات المجموعة نجحت في صد هجمات للقوات الأوكرانية على عدة محاور.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن كييف حاولت، يوم 9 يوليو، دون جدوى، مهاجمة منشآت في شبه جزيرة القرم، ومقاطعتي روستوف وكالوجا بصواريخ “إس-200″، مؤكدة تدمير جميع الصواريخ، وعدم وقوع إصابات.