
تواصل مصر تنفيذ أحد أكبر مشروعات النقل في تاريخها الحديث، مع تقدم الأعمال في الخط الثاني من شبكة القطار الكهربائي السريع، الذي يمتد بطول 1100 كيلومتر من أكتوبر إلى أسوان وأبو سمبل، في ملحمة إنشائية ضخمة تجسد رؤية الدولة نحو التنمية المستدامة وربط مصر من شمالها إلى جنوبها.
ويُظهر أحدث تصوير جوي للمشروع حجم الجهود المبذولة على الأرض، حيث يعمل آلاف المصريين يوميًا في تنفيذ هذا الإنجاز الوطني الذي يخلق آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، ويسهم في “بناء المستقبل” كما وصفه البيان الرسمي.
يأتي المشروع في إطار رؤية شاملة لإنشاء شبكة قطارات كهربائية سريعة تغطي مختلف أقاليم الجمهورية، وتخدم مناطق عمرانية وصناعية جديدة مثل السادس من أكتوبر، وبرج العرب، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة، وكذلك المناطق الصناعية في حلوان و15 مايو، وغيرها.
ولا يقتصر دور الشبكة على التنمية الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل خدمة السياحة في المناطق التاريخية والثقافية والدينية مثل الأهرامات، الأقصر، أسوان، وأبو سمبل، إلى جانب السياحة الشاطئية في البحر الأحمر، ما يعزز من فرص تنويع البرامج السياحية في الرحلة الواحدة.
من أبرز أهداف المشروع أيضًا إنشاء محاور لوجيستية فعالة تربط بين البحر الأحمر والمتوسط، وبين الشمال والجنوب، من خلال ربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي بموانئ التصدير ومناطق الاستهلاك.
كما يُعد المشروع ركيزة أساسية في تحقيق النقل متعدد الوسائط، عبر تكامل منظومة القطارات السريعة مع المطارات، والموانئ البحرية، والموانئ الجافة، والمراكز اللوجستية، مما ينعكس إيجابيًا على حركة التجارة الداخلية والدولية.
يأتي المشروع متسقًا مع أهداف الدولة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استخدام وسائل النقل المستدامة، وخلق محاور تنمية عمرانية جديدة، إلى جانب توفير آلاف الوظائف وتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل والمواصلات.
مشروع الخط الثاني من شبكة القطار الكهربائي السريع هو أحد أعمدة “الجمهورية الجديدة”، ويمثل نقلة استراتيجية في بنية مصر التحتية، تؤكد من جديد أن مصر تبني المستقبل بخطى ثابتة وسريعة.