في صباح يوم عادي، خرج “عبد الله” – رب أسرة في الأربعينيات من عمره – كعادته كل يوم، بحثًا عن لقمة العيش ليكمل يومه الشاق. يقود سيارته المستأجرة التي يعتمد عليها لإعالة زوجته وأطفاله الصغار، حريصًا على أن يعود إليهم بما يكفي لسد احتياجاتهم البسيطة. لم يكن يعلم أن ذلك اليوم سيشهد نهاية رحلته مع الحياة.
الاشتباك القاتل يبدأ من مجرد ملاحظة
في منطقة “الأرجوان” القريبة من بهتيم، شبرا الخيمة، تعطلت سيارة عبد الله، فترجل لإصلاح العطل بنفسه مستخدمًا أدواته الخاصة بينما كان منهمكًا في العمل، لفت انتباهه شجار حاد بين شابين على جانب الطريق، يتبادلان الشتائم ويصل بهم الأمر إلى سب الذات الإلهية.
عبد الله، بطبيعته المسالمة، لم يستطع أن يقف مكتوف الأيدي اقترب منهما محاولًا تهدئتهما وناصحًا إياهما بالكف عن سب الذات الإلهية. ولكن بدلاً من أن ينتهي الأمر هناك، تطورت الأمور بسرعة إلى وضع خطير.
مخطط انتقامي يودي بحياة الأب الأربعيني
أحد الشابين، شعر بالإهانة من تدخل عبد الله، فسارع إلى الاتصال بأفراد عائلته ليضعوا خطة انتقامية. لم يمر الكثير من الوقت حتى وصل خمسة أفراد يحملون العصي الحديدية والأسلحة البيضاء. انهالوا على عبد الله بالضرب المبرح في مشهد مرعب، ليسفر الاعتداء عن إصابته بجروح خطيرة في رأسه. نقل على الفور إلى المستشفى، ولكن كان الوقت قد فات، فقد فارق الحياة بعد ساعات قليلة.
الزوجة تروي التفاصيل بألم
وقالت زوجة عبد الله وهي تروي مأساتها الي موقع “البورصجية ” بحزن شديد: “بلطجية خلصوا على زوجي قدام الناس وهو ملوش ذنب غير إنه نصحهم ما يسبوش ربنا بنتي تسألني كل يوم ‘بابا فين؟’، وأنا مش عارفة أرد عليها”.
وأضافت: “زوجي رجع لنا يومها وهو ملابسه ممزقة وقال ‘ضربوني وأنا معملتش حاجة’. حاولنا نلحقه في المستشفى، لكنه مات في نفس اليوم. الجهات الأمنية قبضت على ثلاثة من الجناة، ولحد دلوقتي اتنين منهم لسه هاربين”.
اللحظات الأخيرة.. وصدمة الأسرة
في الأيام العادية، كان عبد الله يعود إلى المنزل محملًا بحاجيات أسرته “كان دايمًا يرجع بالتمر وأكياس العيش، وكان مهتم بكل طلبات البيت”، تقول الزوجة بحسرة لكن في ذلك اليوم، عاد وهو يحمل آثار الاعتداء، ومستلزماته الممزقة شاهدة على ما حدث.
النيابة العامة باشرت التحقيقات بعد تحرير المحضر، فيما يستمر البحث عن المتورطين الآخرين في الجريمة.