منوعات

في ذكراه الـ54.. قصة إنشاء السد العالي أعظم المشاريع الهندسية بالإرادة الوطنية

تحتفل مصر في شهر يناير من كل عام بافتتاح أعظم المشاريع الهندسية في تاريخ مصر والعالم، إلا وهو السد العالي والذي مر على أنشائه 54 عاما، والذي يعتبر رمز للتقدم التكنولوجي والإرادة الوطنية.
يعد السد العالي حجر الزاوية في إدارة مياه النيل وتوليد الكهرباء في مصر من خلال موقعه بمحافظة أسوان ، و يهدف إلى توفير الطاقة الكهربائية، وزيادة المساحات الزراعية، والحماية من الفيضانات السنوية للنيل، بالإضافة إلى تخزين المياه للاستخدام في فترات الجفاف.
بدأت فكرة إنشاء السد العالي في الخمسينات وبالتحديد خلال عام 1956 على يد الرئيس السابق جمال عبد الناصر لتحويل مصر إلى دولة صناعية وزراعية حديثة، و كان حريصًا على أن يكون السد رمزًا للاستقلال الاقتصادي والسياسي لمصر، واستطاع أن يحشد الدعم المحلي والدولي لتنفيذ المشروع الذي يُعتبر واحدًا من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم.
كان الهدف الأساسي من بناء السد العالي هو التحكم في مياه نهر النيل بشكل أفضل من أجل تحسين الري الزراعي، والحماية من الفيضانات، وضمان إمدادات المياه خلال فترات الجفاف، كما كان السد يهدف أيضًا إلى توليد الكهرباء بشكل دائم من خلال الاستفادة من حركة المياه، مما يعزز النمو الصناعي والاقتصادي في مصر.
بدأ العمل في بناء السد العالي في عام 1960 بمساعدة البنك الدولي، ولكن تم توقف التمويل من قبل البنك في عام 1961 بسبب خلافات سياسية، في ظل هذا الوضع قررت مصر المضي قدمًا في المشروع بتمويل سوفيتي بعد توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد السوفيتي في عام 1964، تم تكليف شركات سوفيتية بتنفيذ المشروع بالكامل، مما ساعد في سرعة العمل وإنجازه.
تم افتتاح السد العالي في 15 يناير 1971، وذلك بعد اكتمال بنائه في عام 1970، و كان هذا الافتتاح بمثابة حدث تاريخي هام في مصر، وكان الحفل بحضور الرئيس أنور السادات الذي تولى رئاسة مصر وفاة بعد عبد الناصر.
بلغت تكلفة مشروع بناء السد العالي، الذى استغرق حوالي 10 سنوات من العمل المتواصل، في البداية حوالي 1 مليار دولار أمريكي، وقد تم تمويله من خلال المساعدات السوفيتية والقروض المصرية، بالإضافة إلى بعض المساهمات من الدول العربية.
وتاتي الخصائص الهندسية للسد العالي ، بارتفاع يبلغ حوالي 132 مترًا عن سطح البحر، و طول يمتد على مسافة 3,830 مترًا، كما أن السد العالي يتيح تخزين 132 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة ناصر، وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم، و يحتوي على 12 توربينة لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية تصل إلى 2,100 ميجاوات، وهو ما يسهم بشكل كبير في تزويد مصر بالطاقة الكهربائية.
كان للسد العالي تأثير بالغ على حياة المصريين، حيث أسهم في زيادة المساحات الزراعية في مصر من خلال تحسين نظام الري، وتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مياه الري طوال العام، كما قدم السد الحماية من الفيضانات السنوية للنيل، التي كانت تسبب أضرارًا كبيرة في الماضي.
ومن الناحية الاقتصادية، ساهم السد في زيادة قدرة مصر على توليد الكهرباء، مما ساعد في دعم الأنشطة الصناعية والتنموية، كما أسهم في تنظيم تدفق المياه من النيل، مما جعلها متاحة بكميات ثابتة طوال العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *