سادت حالة من الذعر في الداخل الإسرائيلي، بعد فشل منظومة القبة الحديدية، وسيلة الدفاع الجوي الأساسية في جيش الاحتلال، في اعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، لتبدأ مجموعة من الأسئلة والشكوك داخل إسرائيل حول مدى قدرة “القبة الحديدية” على مواجهة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اللبناني.
القبة الحديدية، وهي إحدى منظومات الدفاع الجوي التي شاركت الولايات المتحدة في تطويرها، كانت دومًا مخصصة لحماية المدن، خاصة تلك التي تعد أهدافًا رئيسية للصواريخ التي تُطلق من قطاع غزة، إلا أن خلال الأعوام الماضية، ظهرت منظومة “مقلاع داوود”، إذ استخدمها جيش الاحتلال في التصدي للصواريخ التي إطلاقها صوب عدد من المدن في إسرائيل مثل تل أبيب.
وظهرت الحاجة المُلحِّة لنظام القبة الحديدية في إسرائيل في أعقاب حرب 2006 ضد حزب الله، لا سيما بعد أن واجهت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وقتها فشلًا واضحًا في التعامل مع الصواريخ قصيرة المدى، حيثُ أطلق حزب الله ما يزيد عن 4000 صاروخ كاتيوشا وقتها سقطت في شمال إسرائيل، وأدّت إلى مقتل 44 إسرائيليًا، كما أدّى التخوف من هذه الصواريخ إلى لجوء حوالي مليون إسرائيلي إلى الملاجئ.
وتُخصص القبة الحديدية لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم، والتي يصل مداها إلى 70 كم، وتشمل المنظومة جهاز رادار ونظام تعقب وبطارية مكونة من 20 صاروخ اعتراضي تحت مسمى “TAMIR”.
ويعود إطلاق اسم القبة الحديدية على هذه المنظومة إلى رئيس المشروع التطويري وفريقه في إدارة تطوير أسلحة والبنية التحتية التكنولوجية في إسرائيل، حيث اختاروا اسم القبة الذهبية ليكون عنوانًا عامًا للمشروع، إلا أن الفريق شعر بمبالغة كبيرة في هذا الاسم، الأمر الذي دفعهم لإجراء بعض التعديلات عليه، ليستقروا في النهاية على “القبة الحديدية”.
وقد بدأت إسرائيل نشر منظومة القبة الحديدية حول قطاع غزة، والاعتماد عليها بشكل رئيسي في النصف الثاني من عام 2010، وواجهت حينها العديد من الانتقادات.
وبدأت الانتقادات تطال القبة الحديدية بعد سنوات قليلة من تصنيعها، إذ قال رؤوفين بيداتسور، المحلل العسكري والأستاذ في جامعة تل أبيب، خلال مقال في صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، أن القبة الحديدية “أكبر عملية احتيال ضخمة”، إذ تستغرق رحلة صاروخ القسام إلى سديروت 14 ثانية، في حين أن نظام القبة الحديدية يحدد ويعترض الصاروخ بعد 15 ثانية.