تكنولوجيا واتصالات

عطل في «أمازون» يُغرق العالم في ظلام رقمي مؤقت

“الإنترنت يترنّح... والبنوك تتوقف: خلل في Amazon Web Services يُحدث صدمة عالمية”

شهد العالم صباح اليوم الإثنين٬ اضطرابًا واسع النطاق في خدمات الإنترنت إثر عطل كبير في منصة الحوسبة السحابية «أمازون ويب سيرفِسز» (AWS)، المزود الأكبر عالميًا للبنية التحتية الرقمية.

بدأ الخللوفق رصد وسائل إعلام تقنية في الساعات الأولى بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتركّز تأثيره في إقليم US-EAST-1 بفيرجينيا، قبل أن تتسع آثاره عالميًا لتطال تطبيقات ومواقع كبرى وخدمات تابعة لأمازون نفسها.

وأعلنت الشركة لاحقًا أن الخدمات «تُظهر مؤشرات تعافٍ كبيرة»، مع عودة تدريجية للتشغيل.

طاول الانقطاع طيفًا واسعًا من التطبيقات والخدمات: من الألعاب الإلكترونية (فورتنايت وروبلوكس) إلى الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التراسل (سناب شات وسِجنال) وخدمات العمل والإنتاجية (سلاك وأيرتيبل وكانفا) مرورًا بمنصات مالية مثل «كوينبيس» ومحافظ دفع رقمية، إضافة إلى خدمات «أليكسا» و«برايم فيديو» وموقع أمازون الرئيسي.

وأقرت شركات عدّة، منها منصات ذكاء اصطناعي ناشئة، بأن سبب التوقف يعود إلى مشكلة في AWS. وبينما تأثرت تطبيقات كثيرة حول العالم بدرجات متفاوتة، أفاد تقرير بأن منصة «إكس» ظلت تعمل بشكل طبيعي.

وعلى صعيد الخدمات العامة والمالية، ظهرت تداعيات ملموسة في المملكة المتحدة؛ حيث أبلغت مؤسسات مصرفية كبرى بينها «لويدز» و«هاليفاكس» و«بنك أوف اسكتلندا» عن تعطل في تطبيقات أو مواقع إلكترونية، كما تأثّر موقع مصلحة الضرائب البريطانية (HMRC).

وذكرت تقارير أن الحكومة البريطانية دخلت في تواصل مباشر مع «أمازون» لضمان الإسراع في الحلول، في وقتٍ أثار فيه العطل نقاشًا جديدًا حول الاعتماد المفرط على عدد محدود من مزودي البنية التحتية الرقمية، والدعوة إلى مزيد من التنويع والمرونة.

هل الانقطاع «بسبب أمازون»؟ وما سبب العطل؟

بحسب البيانات الأولية، فإن الانقطاع مرتبط بعطل داخلي في خدمات AWS، مع تسجيل «معدلات أخطاء» و«زمن استجابة مرتفع» عبر عدد من خدماتها، وهو ما انعكس على العملاء الذين تستضيفهم. تقارير تقنية رجّحت ارتباط المشكلة بمنظومة قاعدة البيانات السحابية «DynamoDB» داخل AWS، بينما أشارت مصادر أمنية إلى أنه لا توجد دلائل على هجوم سيبراني.

ومع أن الشركة لم تُفصّل فورًا السبب الجذري، فإن الإشارات الرسمية وجّهت المستفسرين إلى «لوحة حالة الخدمات» التابعة لها لمتابعة التحديثات. خلاصة الأمر: نعم، الانقطاع ناجم عن خلل في «أمازون ويب سيرفِسز» نفسها، لا عن أعطال متفرقة لدى كل خدمة على حدة.

قالت AWS، إنها تعمل على «التخفيف» واستعادة الاستقرار، وإن نسبة كبيرة من الطلبات عادت للنجاح تدريجيًا خلال ساعات الصباح في الولايات المتحدة مع استمرار التحقيق في السبب الجذري. ونقلت وسائل إعلام تقنية ومالية عن متحدّثين أو تحديثات رسمية أن «الجزء الأكبر من الخدمات عاد للعمل»، وأن فرق الهندسة تراقب المؤشرات لضمان عدم تجدد المشكلة. في المقابل، امتنعت الشركة عن تقديم تعليق تفصيلي لبعض الاستفسارات المباشرة، مكتفية بالإحالة إلى صفحة الحالة.

يعيد هذا الانقطاع إلى الواجهة أسئلة قديمة جديدة حول «الهشاشة المنهجية» للاعتماد على مزود سحابي واحد، وضرورة بناء طبقات مرونة وتكرار (redundancy) عبر أكثر من مزود أو إقليم جغرافي لتفادي الأعطال الشاملة. محللون يرون أن الحوادث الكبرى في 2020 و2021 و2023، ثم 2024 مع أزمة «كراودسترايك»، وأخيرًا 2025، تكشف حاجةً إلى سياسات تفكيك الاعتمادية الأحادية وتبنّي خطط طوارئ متعددة المسارات. وتشير بعض الحكومات والجهات الحقوقية الرقمية إلى أن تنويع المزودين بات مسألة «بنية تحتية وطنية»، لا مجرد قرار تقني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *