عيّنت دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينًا عامًا جديدًا، وذلك في فترة حساسة للتكتّل الدفاعي مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وقال الحلف في بيان، إنه سيتولى منصبه في الأول من أكتوبر المقبل.
وتأتي ولاية روته في فترة محفوفة بالأخطار لدول الحلف الغربي مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ومساعي دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
من هو مارك روته؟
تولى روته منصبه لأول مرة عام 2010، وأصبح أطول رئيس وزراء هولندي في الخدمة (14 عامًا)، قبل أن يعلن العام الماضي أنه يخطط لترك “السياسة الوطنية”.
وقاد حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، الذي ينتمي إلى “يمين الوسط”، للفوز في كل الانتخابات خلال فترة توليه منصبه التي تزيد على عقد من الزمان.
لم يتزوج
عاش الرجل البالغ من العمر (57 عامًا)، والذي لم يتزوج، حياته في مدينة لاهاي، وقد يستمتع بالتدريس بعد السياسة، بحسب وسائل إعلام محلية.
لكنه استشهد بالحرب في أوكرانيا كسبب للسعي إلى منصب دولي، ووضع نُصب عينيه قيادة حلف الناتو رغم أنه غير متخصص بالشؤون الدفاعية.
إلى ذلك، قاد حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، الذي ينتمي إلى “يمين الوسط”، للفوز في كل الانتخابات خلال فترة توليه منصبه التي تزيد على عقد من الزمان.
كما يعتبر أحد صناع الصفقات الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، إذ لعب دورًا مهمًا في النقاشات الأوروبية بشأن الهجرة والديون والاستجابة لجائحة كورونا.
وتحت قيادته، زادت هولندا الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي المطلوبة من أعضاء “الناتو”، وعملت على تطوير جيشها.
عدو بوتين وصديق زيلينسكي
ويعد روته أحد أشرس المنتقدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتن ومؤيدًا قويًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وداعمًا لكييف.
كما يُمثّل أحد القوى الدافعة في أوروبا وراء الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022، معتبرًا في تصريحات سابقة أن “هزيمة موسكو في ساحة المعركة أمر حيوي لتأمين السلام في أوروبا”.
وفي العام الماضي، عزّز روته مساعيه ليصبح الأمين العام الجديد لـ”الناتو”، بينما شارك في قيادة تحالف دولي مهمته تسليم مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا، وتدريب الطيارين الأوكرانيين.
علاقته جيدة مع ترامب
كما وقع أيضًا في الأشهر الأخيرة من ولايته، على اتفاقية أمنية لمدة 10 سنوات مع أوكرانيا، تضمن الدعم من هولندا، على الرغم من الانتقادات من قِبَل زعيم اليمين المتطرف والفائز بالانتخابات جيرت فيلدرز.
وأقام علاقات جيدة مع العديد من القادة البريطانيين والأميركيين، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه كان من أنجح قادة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعتبر أحد أكبر المشككين في حلف الناتو.
ويطلق على روته اسم “مارك تيفلون” بالإشارة إلى أواني الطهي المضادة للالتصاق لتمكنه من البقاء في السلطة لفترة طويلة في هولندا، سيصبح رابع هولندي يقود حلف شمال الأطلسي منذ خروجه من الحرب العالمية الثانية.