شهدت الأسواق المصرية اضطرابات قوية في أولى جلسات الأسبوع، اليوم الأحد، متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، ما انعكس مباشرة على سعر صرف الدولار وأسواق المال والذهب وحركة الطيران.
وقفز سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بنحو 85 قرشًا دفعة واحدة، ليتجاوز مستوى 50.67 جنيهًا في بنكي مصر والأهلي المصري – أكبر بنكين حكوميين في البلاد – في تحرك مفاجئ يعكس حالة القلق التي تخيم على المستثمرين.
ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع موجة بيع واسعة من قبل المستثمرين الأجانب لأدوات الدين الحكومية، في ظل حالة من الخوف والترقب تسود الأسواق العالمية مع تزايد احتمالات التصعيد العسكري، الأمر الذي يهدد بتقليص تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق المصري.
وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية لمستويات غير مسبوقة، حيث سجل عيار 21 – الأكثر تداولًا ومبيعًا في مصر – نحو 4900 جنيهًا للجرام، مدفوعًا بموجة شراء واسعة باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
ولم تسلم البورصة المصرية من الضغوط، حيث هبط المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 7.5% في مستهل تعاملات جلسة اليوم، وسط موجة بيع جماعي من المستثمرين الأجانب والمؤسسات.
كما أعلنت شركة مصر للطيران تعليق رحلاتها إلى عدة وجهات إقليمية شملت بيروت، عمّان، بغداد، وأربيل، وذلك “حتى إشعار آخر”، بسبب التطورات المتسارعة في الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
تداعيات ممتدة وتوقعات حذرة
ويرجّح محللون أن تستمر الآثار السلبية للتصعيد العسكري، حال تفاقمه، على عدة قطاعات داخل مصر، أبرزها السياحة، حركة التجارة، أسواق الأسهم، الغاز، والسلع الأساسية، وسط مخاوف من حدوث اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع تكلفة الواردات.
وتنتظر الأسواق خلال الأيام المقبلة ردود فعل البنك المركزي المصري، إلى جانب تحركات الحكومة لاحتواء تداعيات الأزمة ومنع مزيد من التذبذب في الأسواق.
