تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء التي أكد خلالها رفض مصر البات لترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه وأن مايتم الحديث عنه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه لافتي ترحيبًا واسعًا في الداخل والخارج وبعثت الطمأنينة ليس في نفوس الشعب المصري فحسب وإنما في نفوس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كلها.
ويأتي هذا الكلام الواضح والقاطع ليؤكد الثوابت والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري التاريخى تجاه القضية الفلسطينية والذي لا يمكن أبداً التنازل عنه بأي شكل من الأشكال وفقًا لما صرح به الرئيس السيسي اليوم خلال مؤتمر صحفي مشترك بقصر الاتحادية مع ويليام روتو رئيس جمهورية كينيا.
وفيما يتردد حول موضوع تهجير الفلسطينين قال الرئيس السيسى:” لا يمكن أبداً التساهل أو السماح به لتأثيره على الأمن القومي المصري” مضيفًا: “مصر عازمة على العمل مع الرئيس الأمريكي ترامب للتواصل لسلام منشود قائم علي حل الدولتين”.
وشدد الرئيس السيسى على أن هناك حقوق تاريخيّة لا يمكن تجاوزها مشيرًا إلى أن الرأي العام المصري والعربي والعالمي يرى أن هناك ظلمًا تاريخيًا وقع على الشعب الفلسطيني طوال 70 عامًا.
وقال الرئيس السيسى إن الجميع رأى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عقب عودتهم بعد التدمير الذي استمر علي مدار أكثر من 14 شهرًا مؤكدًا أن مصر حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك ومصر أعلنت موقفها من البداية برفض ذلك.
وعلى مدار عقود طويلة ساندت مصر القضية الفلسطينية وضحت بالغالي والنفيس من أجلها وماتزال تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لفرض حلول تتعارض مع الحقوق التاريخية المشروعة لهذا الشعب الصامد.
ومع بدايات الحرب التي شنتها إسرائيل على حماس في أكتوبر 2023 حذرت مصر من مخططات لنقل فلسطينيين من غزة إلى مصر ومن الضفة الغربية إلى الأردن كذلك سبق أن حذر الرئيس السيسي مراراً من أن التهجير سيكون هدفه تصفية القضية الفلسطينية واعتبر هذا الأمر «خطاً أحمر» من شأنه أن يهدد الأمن القومي المصري.
وقد لاقت تصريحات الرئيس السيسي ردود أفعال مرحبة من قبل العديد من السياسيين حيث أكد الدكتور أيمن محسب وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب أن حديث الرئيس بشأن رفض تهجير الفلسطينيين وأن مصر لن تشارك في هذا الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني تعكس موقفًا مصريًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية مشيرًا إلى أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم هو جريمة إنسانية تتعارض مع القانون الدولي وانتهاك صريح لاتفاقيات جنيف التي تحظر التهجير القسري وهو أمر لا يمكن لمصر قبوله أخلاقيًا ولا تاريخيًا.
وقال محسب في بيان له إن التهجير القسري يُشكل خطورة على الأمن القومي المصري لذلك فالتهجير بالنسبة لمصر بات خط أحمر لا يمكن المساس به مشيرًا إلى أن أي محاولة لنقل الفلسطينيين إلى سيناء ستخلق أزمة أمنية واقتصادية حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير ديموغرافي خطير في المنطقة مما قد يفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد داخل الأراضي المصرية بالإضافة إلى أن تهجير الفلسطينيين يعني عمليًا تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها إلى أزمة إنسانية وهو ما يتماشى مع المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى إفراغ غزة من سكانها من أجل تحقيق أحلامهم التوسعية.
وحذر عضو مجلس النواب من خطورة المحاولات الغربية لفرض حلول قصيرة المدى للأزمة عبر نقل الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم التي قد تؤدي إلى تصاعد التوتر الإقليمي وخلق حالة من الفوضى في المنطقة مشددًا على ضرورة بناء موقف عربي موحد لرفض مخطط التهجير مما يعزز التضامن العربي في مواجهة المخططات الإسرائيلية.
وأكد النائب سامي سوس عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن في بيان له أهمية الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي والتي شددت على رفض مصر القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين ومحاولة تصفية قضيتهم العادلة.
وقال إن كلمة الرئيس السيسي بعثت برسائل طمأنينة وأمان للشعب المصري بأن مصر لم ولن تقبل التساهل في الحفاظ على أمنها القومي محذرًا من تداعيات اتساع رقعة الصراع في غزة مشددًا على أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم مسار السلام العادل والشامل، والذي يضمن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جانبه قال اللواء إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب إن الرئيس السيسي أظهر مجددًا تمسكه بثوابت الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية مشيرًا إلى أن مصر هي قلب العروبة النابض ولن تتاجر بثوابتها مهما كلف الأمر.
وأشار إلى أن السيسي أعطى درسًا في العزة والكرامة والشرف مؤكدًا أن التاريخ سيسجل اسمه كزعيم وطني شجاع يدافع عن الحق في زمن عزّ فيه الشرف داعيًا الإدارة الأمريكية إلى التعاون مع مصر لإقرار حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
وأشاد النائب تيسير مطر رئيس حزب إرادة جيل ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن القضية الفلسطينية مؤكدًا أنها شلمت رسائل طمأنة.
وأوضح أن موقف مصر إزاء القضية الفلسطينية لا يتزحزح إطلاقًا بل هو ثابت رسوخ الجبال علي الأرض مؤكدًا أن الدولة المصرية تدعم فلسطين علي مدار التاريخ بأجندة وطنية 100% موضحًا أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد فيها ثوابت الموقف المصري التاريخى تجاه القضية الفلسطينية تؤكد رفض مصر القاطع لكل المحاولات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم الوطنية كما تؤكد أنه من حق شعب فلسطين أن يعيش علي أرضه في سلام.
وأكد مطر إن الدولة المصرية ترفض بشكل قاطع وغير قابل لأى تأويلات لافتًا إلى أن تصريحات الرئيس السيسي تعكس التزام مصر الراسخ بالقضية الفلسطينية ودورها المحوري في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة محاولات الظلم والتهجير القسري.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرح السبت فكرة «تطهير» غزة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع التي حولته إلى أرض «مهدمة».
وعندما سئل عن هذه التعليقات قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية إنه يود أن ينقلهم للعيش في منطقة حيث يكون بإمكانهم العيش من دون اضطرابات وثورة وعنف.
وأضاف ترمب: أتعلمون عندما تنظرون إلى قطاع غزة كان جحيماً لسنوات عديدة كان هناك دائماً عنف مرتبط به.
ونزح نحو 2.4 مليون نسمة من سكان قطاع غزة بسبب الحرب التي اندلعت جراء هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ومن المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار الجاري ستة أسابيع ما يسمح بالإفراج عن 33 أسيرة إسرائيلية في غزة مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.