سلايدرسوق المال

ضعف الطلب على الذهب في مصر يحد من القفزات السعرية استجابة للصعود العالمي

 

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية تداولات هذا الأسبوع لتسجل مستوى قياسي جديد بدعم من تزايد التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام بعد بيانات التضخم الضعيفة التي صدرت الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن وسط عودة المخاوف من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

سجل سعر الذهب الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 1.3% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2450 دولار للأونصة ليتخطى الذهب بهذا قمته السعرية الأخيرة عند 2431 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2414 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2439 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون

 

يأتي هذا بعد ان ارتفعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.3% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، ليسجل المعدن النفيس ارتفاع منذ بداية شهر مايو بنسبة 7% في طريقه لتسجيل ارتفاع للشهر الرابع على التوالي.

اغلاق سعر الذهب تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2400 دولار للأونصة فتح الباب أمام المزيد من المكاسب خاصة بعد تباطؤ بيانات التضخم التي صدرت خلال الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي زاد من التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة هذا العام.

 

الأسواق تسعر الآن احتمال بنسبة 65% أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر القادم، بالإضافة إلى احتمال آخر بنسبة 77% أن يكون قرار الخفض الأول في شهر نوفمبر.

 

يأتي هذا في ظل أداء باهت للدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بعد أن تأثر سلباً بتراجع بيانات التضخم، كما انعكس هذا بالتراجع في مستويات العائد على السندات الحكومية الأمريكية.

 

الدعم الوحيد الذي يشهده الدولار الأمريكي الآن والذي يمثل في نفس الوقت عائق أمام الذهب، هو تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي والتي تشير جميعها إلى أنه لم يحن الوقت بعد لخفض أسعار الفائدة، وأن التراجع الأخير في التضخم غير كافي لأن يثق البنك في البدء في تسهيل السياسة النقدية.

 

من جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد في يومي 30 ابريل و1 مايو، والذي من شأنه أن يوضح رؤية أعضاء البنك بخصوص مستقبل أسعار الفائدة ومستويات التضخم.

 

هذا بالإضافة إلى حديث عدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، وستراقب الأسواق أي تغير في نبرة حديث أعضاء البنك عن التضخم أو مستقبل أسعار الفائدة.

 

نهاية الأسبوع الماضي صدرت أخبار عن قيام الصين بالإعلان عن تحفيز نقدي ضخم من خلال بيع ما قيمته تريليون يوان (138 مليار دولار) من السندات السيادية طويلة الأجل. وسط توقعات أن تذهب هذه الحزمة التحفيزية نحو شراء المنازل غير المباعة أو دعم القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك أشباه الموصلات والتصنيع عالي التقنية والمشاريع الاستثمارية. ومن المتوقع أن تكون السندات أرخص بمقدار 20 إلى 40 نقطة أساس من عائد التمويل الحالي.

 

تسبب هذا التحرك الصيني في دعم أسعار الذهب بشكل كبير ليرتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.6% وكان أحد الأسباب الرئيسية وراء اختراق سعر الذهب للمستوى 2400 دولار وتسجيله بداية هذا الأسبوع أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2450 دولار للأونصة.

 

الصين تعد أكبر مستهلك للذهب والسلع الأخرى في العالم ومثل هذا الإجراء سيعمل على تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة وبالتالي تحفيز الطلب على السلع المختلفة ومنها الذهب سواء من جانب استثماري أو ادخاري.

 

هذا وقد عاد الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى التزايد من جديد في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أخبار عن وفاء الرئيس الإيراني في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، مع استمرار الترقب لتطورات الأوضاع في قطاع غزة من جانب آخر.

 

من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 14 مايو، ارتفاع عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 5498 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما ارتفعت عقود البيع بمقدار 569 عقد.

 

وفي نفس الوقت ارتفعت عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 8684 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، كما ارتفعت عقود البيع بمقدار 13528 عقد.

 

التقرير يوضح أن الطلب على المضاربة في الذهب سواء من قبل المضاربين الأفراد أو المؤسسات يشهد ارتفاع سواء في الشراء أو البيع، الأمر الذي يعكس عودة الطلب إلى الارتفاع على الذهب بشكل عام وتحول المستثمرين إلى سوق الذهب من جديد.

 

السبب الرئيسي وراء تزايد الطلب على المضاربة على الذهب هو عودة التوترات الجيوسياسية، وبحث المستثمرين عن ملاذ آمن مناسب خاصة مع توقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.

 

أسعار الذهب في مصر

شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع كبير خلال جلسة اليوم بدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي لتسجل مستوى تاريخي جديد، حيث يرتبط سعر الذهب المحلي حالياً بحركة السعر العالمي في ظل غياب التأثير القوي من عوامل تسعير الذهب الأخرى.

 

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 3210 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3200 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيها ليغلق عند المستوى 2175 جنيه للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 2170 جنيه للجرام.

ارتفاع سعر الذهب اليوم يأتي بدعم من الارتفاع الكبير في سعر أونصة الذهب العالمي حيث يستمر الارتباط بين السعرين المحلي والعالمي في دعم الأسعار بشكل كبير، خاصة في ظل غياب تأثير العوامل الأخرى مثل الطلب المحلي الذي يشهد استقرار عند مستويات ضعيفة خلال الفترة الحالية.

 

من جهة أخرى استقر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية خلال جلسة اليوم عند متوسط 46.90 جنيه لكل دولار دون تغير كبير عن افتتاح هذا الأسبوع.

 

الاستقرار الحالي في الاقتصاد المصري انعكس على سوق الذهب حيث استقرت العوامل المستخدمة في تسعير الذهب وعلى رأسها سعر صرف الدولار، ليرتبط التسعير الآن بسعر الدولار الرسمي بعد اختفاء السوق الموازي.

 

سعر الدولار الرسمي خلال الفترة الماضية يشهد تراجع تدريجي بشكل شبه مستمر وقد ساعد هذا على هدوء تحركات أسعار الذهب وانتهاء المضاربات السعرية في الأسواق والقفزات الغير مبررة.

 

السبب الرئيسي وراء هذا هو التدفقات الدولارية الكبيرة التي دخلت مصر مؤخراً وتحسن مستويات السيولة بالعملة الأجنبية بعد تحرير سعر الصرف وتدفق 24 مليار دولار من صفقة رأس الحكمة واستثمارات في الأوراق المالية بلغ صافيها 16 مليار دولار بخلاف التمويلات الدولارية الأخرى التي استطاعت الحكومة تدبيرها.

 

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

 

سجل سعر أونصة الذهب العالمي مستوى تاريخي جديد اليوم بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات التضخم الأقل من المتوقع التي صدرت خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى اعلان الصين عن تحفيز جديد قد يزيد من الطلب على السلع بشكل عام ومن ضمنها الذهب.

 

 

 

ارتفع سعر الذهب المحلي خلال تداولات اليوم الاثنين بدعم من سعر أونصة الذهب العالمي حيث يستمر الارتباط بين السعرين في ظل غياب العوامل الأخرى التي تؤثر على سعر الذهب المحلي، حيث يشهد كل من الطلب وسعر صرف الدولار استقرار خلال الفترة الأخيرة.

 

 

 

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي بداية هذا الأسبوع لتسجل مستوى تاريخي عند 2450 دولار للأونصة، وذلك بعد أن أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2400 دولار للأونصة ليفتح الباب لمزيد من المستويات القياسية على المدى القريب.

 

وفي حال استمر زخم الصعود واستطاع السعر اختراق المستوى 2450 دولار يستهدف بعدها المستوى 2470 دولار ثم المستوى 2500 دولار للأونصة. بينما قد نشهد بعد التصحيح المؤقت في حركة الذهب ويستهدف 2417 دولار ثم المستوى 2400 دولار للأونصة.

 

 

 

أما عن السعر المحلي:

 

استطاع سعر الذهب المحلي عيار 21 أن يقفز بأعلى من المستوى 3200 جنيه للجرام ليسجل أعلى مستوى اليوم عند 3210 جنيه للجرام بدعم من ارتفاع السعر العالمي، ليحاول السعر الآن الاستقرار فوق المستوى 3200 جنيه للجرام.

 

في حال استطاع السعر الثبات فوق المستوى 3200 جنيه للجرام يستهدف المستوى 3250 جنيه للجرام وذلك إذا استمر الدعم من السعر العالمي في الوقت الذي يشهد فيه سعر صرف الدولار الرسمي تراجع تدريجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *