أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليل الأحد، الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة لضرب روسيا.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يعتبر هذا القرار بمثابة تحول كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، واعتمده بايدن قبل شهرين من تولي دونالد ترامب، الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، منصبه، والذي سبق أن أعلن عن نيته الحد من الدعم لأوكرانيا.
وعلى مدى أشهر، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يدعو إلى رفع القيود المفروضة عن الصواريخ المعروفة باسم أتاكمز ATACMS، مما يسمح لكييف بالضرب خارج حدودها.
ورد زيلينسكي، على التقارير، قائلاً “مثل هذه الأمور لا يُعلن عنها، الصواريخ تتحدث عن نفسها”.
إعلان الحرب العالمية
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول الغربية من مثل هذه الخطوة، قائلاً إنها ستمثل “مشاركة مباشرة” لحلف شمال الأطلسي العسكري في الحرب على أوكرانيا.
ولم يعلق بوتين على تقارير الأحد بعد، على الرغم من أن كبار السياسيين الآخرين في الكرملين وصفوها بأنها تصعيد خطير.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن المشاركة المباشرة للغرب في المواجهة في أوكرانيا ستغير جوهرها بشكل كبير وستعني أن دول “الناتو” – الولايات المتحدة والدول الأوروبية – أصبحوا في حالة حرب رسمية مع روسيا، مشيرًا إلى أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تظهر أمامها.
قدرات صواريخ أتاكمز
ووفقًا لشبكة “بي بي سي”، يمكن أن يصل مدى نظام ATACMS إلى 300 كيلومتر.
و”أتاكمز” صاروخ بالستي تكتيكي، دخل الخدمة في أوائل التسعينيات، ويعمل في 4 دول على رأسها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
كما أنه صاروخ باليستي “أرض أرض” بعيد المدى يمكن إطلاقه من منصات متحركة مثل راجمات الصواريخ “إم 270″، ويستخدم للوصول إلى الأهداف الأرضية التي لا يمكن لوحدات المدفعية التقليدية الوصول إليها.
يبلغ نطاق الصاروخ 300 كيلومتر، وجرى استخدامه في عدد من المناطق منها الحرب في أفغانستان وحرب العراق.
لماذا سمح بايدن بضرب العمق الروسي؟
وقال مسؤولون أمريكيون لم تُكشف أسمائهم لصحيفة نيويورك تايمز وواشنطن بوست إن موافقة بايدن على استخدام أوكرانيا لنظام ATACMS جاءت رداً على قرار روسيا بالسماح للجنود الكوريين الشماليين بالقتال في أوكرانيا.
وقال كوزان إن قرار أمس الأحد جاء قبل هجوم متوقع من القوات الروسية والكورية، بهدف إزاحة القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية. وكان الهجوم متوقعاً في غضون أيام.
وكانت أوكرانيا قد قدرت في وقت سابق وجود 11 ألف جندي كوري شمالي في كورسك.
دعم أوروبي لضرب العمق الروسي
إلى ذلك، قال رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، إن وزراء خارجية ودفاع دول الاتحاد سيناقشون يومي 18 و19 نوفمبر رفع القيود المفروضة على قصف العمق الروسي بالأسلحة الأوروبية.
وشدد بوريل على أنه شخصيا كان دائما يدعم مثل هذه الضربات بالأسلحة الأوروبية.
بايدن يصب الزيت على النار
وفي أول رد فعل من “الكرملين” على أنباء سماح الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى في ضرب عمق الأراضي الروسية، قال الكرملين إن “بايدن يصب الزيت على النار”.
ويأتي رد فعل الكرملين هذا بعد ساعات من تصريح لمجلس الدوما الروسي مفاده أن سماح بايدن للنظام الأوكراني باستخدام صواريخ أتاكمز داخل الأراضي الروسية “يستلزم ردا قاسيا”.