استشهد عشرات الفلسطينيين في قصف استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة ليل السبت الأحد، بعدما أكدت حركة حماس أنها ستحتاج مزيدا من الوقت لدراسة مقترح يهدف لإيقاف الحرب مع إسرائيل والتي اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتفاقمت المخاوف في الأيام الأخيرة من توغل إسرائيلي محتمل في مدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من المعارك.
“الثمن الباهظ”
قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، يوسي كوهين، إنّ “إسرائيل” ستحتاج إلى 5 أعوام بعد الحرب من أجل استعادة عافيتها، وسيتعين عليها دفع ثمن باهظ لاستعادة الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف “كوهين”، في مقابلة مع قناة “كان” العبرية، أكد كوهين أنه، بالنسبة إلى صفقة الأسرى، “سيكون لها ثمنٌ باهظ”، مضيفاً أن “لا شك في أنه من أجل الوصول إلى صفقة جيدة، صحيحة، بحيث من الصعب القول ماذا تعني صفقة جيدة، لأنه كما هو معروف يدُنا هي السفلة منذ السابع من أكتوبر، والآن نتغلب على هذه الصعوبة”.
وأوضح أنّ “الصفقة الصحيحة يجب أن يكون مصادقاً عليها من كابينت الحرب، وربما من حكومة إسرائيل كلها، وفيها أثمانٌ صعبة جداً بالنسبة إلى إسرائيل”.
ورأى كوهين أنه “يجب أن تكون الصفقة على مرحلة واحدة فقط، ويطلق فيها جميع الأسرى”.
وبالنسبة إلى اليوم التالي للعدوان على غزة، أكد كوهين أنه “ليس يوماً مزدهراً ومشرقاً”، مشيراً إلى أنّ “السكان الحاليين في غزة لم يغادر منهم شخص، إذ إنّ مليونّي شخص ما زالوا داخل القطاع”.
وتتصاعد التظاهرات الإسرائيلية المطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، والمطالبة كذلك بعزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في اليوم 121 من العدوان على قطاع غزة، في ظل التخوف على حياة الأسرى بعد أن قُتل عدد منهم من جرّاء القصف الإسرائيلي على والقطاع.
مساع للتوصل إلى اتفاق
يضغط الوسطاء الدوليون على الطرفين للقبول بمقترح هدنة طُرح الأسبوع الماضي في باريس.
لكن القيادي في حماس أسامة حمدان لفت أمس السبت إلى أن المقترح يفتقر لبعض التفاصيل، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وقال من بيروت إن حماس تحتاج مزيدا من الوقت لدراسة الصفقة حتى “نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستندا إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت”.
كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و27 منهم على الأقل يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وتعهدت إسرائيل القضاء على حماس، وأطلقت هجوما عسكريا واسعا أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 27238 شخصا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.
بلينكن مجددًا في الشرق الأوسط
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خامس زيارة أزمة إلى الشرق الأوسط في الأيام المقبلة لإقناع الأطراف المعنية بمقترح الهدنة، وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية، بينما سيمر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة أيضا، وفق ناطق باسمه.
وأوضح مصدر في حماس لـ”فرانس برس” أن المقترح ينص على هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد إدخال مساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين.
ضغوط في الداخل
أثار فشل الحكومة الإسرائيلية في ضمان الإفراج عن الأسرى والإخفاقات الأمنية التي سمحت أساسًا بوقوع هجوم السابع من أكتوبر انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وشارك المئات في تظاهرات في تل أبيب ليل السبت للدعوة إلى انتخابات مبكرة والتحرّك لإطلاق سراح بقية المحتجزين.
كما نُظّمت تظاهرات في مدينة حيفا وقرب مقر إقامة نتنياهو في القدس.
وفي تل أبيب، قال المتظاهر ميخال هاداس لفرانس برس إن إطالة أمد النزاع لا تصب إلا في مصلحة مسؤولي الحكومة “لأنه طالما أن الحرب متواصلة فلن تجري انتخابات”.
وخلال تجمّع لعائلات المحتجزين، دعت كارميت بالتي كاتزير، شقيقة المحتجزة إيلاد كاتزير، إلى تحرّك أسرع.
وقالت “كل ثانية لا يتم فيها التوصل إلى اتفاق، يرتفع الثمن ويرتفع عدد الرهائن الذين لن يعودوا وهم على قيد الحياة ويرتفع عدد الجنود الذين يخاطرون بحياتهم في غياب أي خطة واضحة”.