في صدمة غير متوقعة لوول ستريت، هوى مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 2.3% بتعاملات ما قبل افتتاح وول ستريت، ليعود ويخفف من حدة خسائره إلى 1.41% بنهاية التداولات منتصف الأسبوع، وسط موجة هلع بين المستثمرين تسبب فيها تطبيق “DeepSeek” الصيني، قبل أن تنتقل موجة الهبوط للأسواق اليابانية.
فاجأ التطبيق الصيني العالم بنموذج جديد للذكاء الاصطناعي، بعد اكتسابه شعبية واسعة، خلال فترة قصيرة بمتاجر التطبيقات العالمية، لينافس “ChatGPT” التابع لـ”OPEN AI”.
كشفت الشركة الصينية عن استخدام ألفي رقاقة في أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي، بينما تحتاج الشركات المنافسة لـ16 ألف رقاقة متقدمة من شركة “NVIDIA”، ما أدى لتكبد الأخيرة أكبر خسارة بتاريخ وول ستريت في يوم واحد تجاوزت 465 مليار دولار من قيمتها السوقية، ليهوي السهم من مستوى 147 دولارا إلى 118 دولارا.
وتكبد سهم “Advantest Corp” اليابانية المزودة لمعدات الاختبار خسائر بلغت 18% على مدى يومين، و”Disco Corp” لصناعة الرقائق بنسبة 9.5%، وفقد سهم “SoftBank Group” حوالي 6.7% ليتخلى عن مكاسبه المحققة بعد إعلان خطة لرصد 19 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بأمريكا.
وتقدر تكلفة نموذج الذكاء الاصطناعي الأخير لشركة “DeepSeek” الصينية بـ6 ملايين دولار، بفارق هائل عن التكلفة التي تحملتها الشركات الأمريكية لبناء نماذج مشابهة، منها إعلان “META” تخصيص 65 مليار دولار للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
كانت الشركة أصدرت 6 نماذج موسعة لمعالجة اللغات منذ نوفمبر 2023، وأتاحت أكوادها مجانًا، قبل الإعلان 10 يناير الجاري عن نموذجي “DeepSeek-V3″و”DeepSeek-R1″، ليتسببا في اضطراب الأسواق المالية العالمية، بظل القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين.
وفي الوقت الذي تعيش فيه شركات التكنولوجية الأمريكية صدمة، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، النموذج التابع لـ”DeepSeek” التي تأسست بالعام 2023 على يد المهندس الصيني “ليانج وينفينج”، بأنه جرس إنذار، موضحا “هذه الصدمة قد تكون إيجابية لسيليكون فالي، لتدفعه إلى الابتكار بتكلفة أقل”.