شهد عام 2024، مجموعة من الأحداث المدوية في العديد من أنحاء العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي أثرت على الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، وتأثر الاقتصاد العالمي ككل ببعض هذه الأحداث.
وترصد “البورصجية” في هذا التقرير أبرز الأحداث العالمية التي شكلت عام 2024 وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، على النحو التالي:
فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية
جرت الانتخابات الرئاسية في روسيا في 15 مارس 2024، وفاز فيها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بنسبة 88% من الأصوات، وشهد الاقتصاد الروسي نموًا واستقرارًا، بعد نتيجة هذه الانتخابات، وتوقع الخبراء أن تؤثر ولاية بوتين الجديدة خلال الست سنوات المقبلة إلى أوروبا والعالم أيضًا وليس روسيا فحسب.
المناوشات الإيرانية الإسرائيلية
في تطور مثير للأهمية، شنت إيران هجومًا محدودًا في 13 أبريل 2024 على إسرائيل، بعدد من المسيرات والصواريخ في أول رد مباشر من الأراضي الإيرانية، وتلى ذلك سلسلة من المناوشات والاغتيالات التي راح ضحاياها الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” وقادة كبار آخرين من ضمنهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” وزعيم حركة حماس “يحيى السنوار”.
تسبب الصراع الإيراني الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، في خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الجاري بنحو 10 نقاط، وكان للتصعيد الإيراني الإسرائيلي في المنطقة، تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي ولاسيما أسواق النفط.
وفاة الرئيس الإيراني
في 19 مايو، تم إعلان وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومُرافقيه إثر تحطم مروحية بالقرب من ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية.
وكان لوفاة رئيسي المفاجئة آثار عميقة على الاقتصاد الإيراني والاستقرار الإقليمي والأسواق العالمية، وتأثرت ثقة المستثمرين على المستويين المحلي والدولي، وشملت التأثيرات المباشرة تقلبات السوق، وتشكك المستثمرين، والتأخير المحتمل في الإصلاحات الاقتصادية.
محاولة اغتيال ترامب
في 13 يوليو 2024، نجا المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية والرئيس السابق، دونالد ترامب، من محاولة اغتيال أثناء إلقائه خطابًا في تجمع انتخابي في بنسلفانيا، مما أسفر عن إصابة ترامب برصاصة في الجزء العلوي من أذنه اليمنى.
بعد الحادث، شهدت الأسهم المرتبطة بمصالح ترامب في وسائل الإعلام والتكنولوجيا زيادة كبيرة، وكذلك أسهم الشركات الأخرى التي يمكن أن تستفيد من رئاسة ترامب، مثل أسهم العملات المشفرة وأسهم الأسلحة، كما ارتفعت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بنسبة 31%، مما رفع قيمتها السوقية إلى 7.7 مليار دولار، وشهدت الأسهم الرئيسية المتعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين وماراثون ديجيتال، زيادات تتراوح بين 11% و18%، وعكست هذه المؤشرات ثقة المستثمرين المتزايدة في فرص ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
حادثة كراود سترايك
في 19 يوليو، حدث شلل عام في القطاع المصرفي والخدمي والطيران و الصحي وخدمات النقل والبث الفضائي في أستراليا ودول شرق آسيا وأمريكا وأوروبا بسبب تحديث خاطئ لبرنامج شركة الأمن السيبراني CrowdStrike أدى إلى عطل عام في أنظمة التشغيل مايكروسوفت ويندوز حول العالم، في حادث وصف بأنه “أكبر أزمة تقنية في التاريخ”.
وأشارت بعض التقارير إلى أن التكلفة العالمية المقدرة لانقطاع الانترنت لمدة 20 ساعة بلغت 24 مليار دولار، وعلى إثر هذا الحادث، تم إلغاء 5000 رحلة طيران على مستوى العالم وهزت الفوضى القنوات التلفزيونية والبنوك والأطباء العامين ومحلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم.
انسحاب بايدن من الانتخابات
في 21 يوليو 2024، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، انسحابه من انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، مؤيدًا ترشح نائبته كامالا هاريس بديلًا له عن الحزب الديمقراطي.
وتسبب انسحاب بايدن في التأثير على الأسواق العالمية وثقة المستثمرين وقيمة العملات أيضًا وعلى رأسها الدولار.
اجتياح لبنان
في 1 أكتوبر، اجتاحت قوات الجيش الإسرائيلي، جنوب لبنان ووسعت صراعها مع حزب الله، ونفذت إيران هجومًا صاروخيً موسعاً بأكثر من 250 صاروخًا على إسرائيل.
أثرت هذه العملية على إمدادات النفط، ورغم أثرها المحدود على الاقتصاد العالمي، إلا أن آثار الحرب كانت مدمرة، حيث إن خسائر السياحة و أضرار البنية التحتية، زادت العبء على عاتق اقتصاد لبنان المتعثر.
فوز ترامب بالرئاسة
في 5 نوفمبر، تم إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية، وشكلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تهديدًا للاقتصاد العالمي في ظل احتمال اندلاع حروب تجارية جديدة وارتفاع التضخم وانخفاض النمو، بحسب ما تقرير نشرته وكالة فرانس برس.
وتأثرت الأسواق العالمية والبورصات بفوز ترامب ووصلت عملة البيتكوين، العملة المشفرة الأكثر شعبية، إلى مستوى قياسي عند أكثر من 75 ألف دولار بمجرد إعلان فوزه.
سقوط نظام الأسد
بدأ الشهر الأخير من عام 2024، بتحول دراماتيكي متمثلا في انهيار حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد بشكل سريع وصادم، إلا أن إعادة بناء الاقتصاد السوري المدمر الذي خلفه سيكون بطيئا بشكل مؤلم، حيث يواجه مهمة صعبة لإعادة هيكلة قطاعات النفط والغاز والطرق وشبكات الكهرباء والأراضي الزراعية والبنية الأساسية في سوريا التي تعاني من حالة خراب.
