
في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت أجواء عيد الفطر، نجحت أجهزة الأمن في فك لغز اختفاء سائق أوبر من حلوان، والذي تغيّب منذ نهاية مارس، ليتبين لاحقًا أنه ضحية جريمة قتل مدبرة بدافع السرقة، نُفذت على يد شقيقين تجردا من الإنسانية، حيث خنقاه داخل شقة بالإسكندرية، وسافرا بجثته إلى القاهرة ليتخلصا منها فوق جبل في مدينة 15 مايو.
بلاغ أول أيام العيد يكشف الغموض
بدأت خيوط الجريمة تتكشف عندما تلقى قسم شرطة حلوان بلاغًا من أحد المواطنين في أول أيام عيد الفطر، يفيد بتغيب والده “هاني طه محمد”، سائق يعمل عبر تطبيق “أوبر”، عن منزله منذ يوم 30 مارس، وانقطاع الاتصال به، حيث أبلغهم في آخر مكالمة أنه في طريقه للإسكندرية لتوصيل أحد الزبائن.
تحريات دقيقة ومتهم أول في قبضة الأمن
تحركت وحدة مباحث قسم حلوان بقيادة المقدم محمد مجدي، وبمساعدة المعاونين محمود سعداوي وأحمد فتحي، لتكثيف التحريات التي كشفت أن آخر من تواصل مع السائق يدعى “أمير ياسر عبدالسلام”، 27 عامًا، عاطل ومقيم في مساكن أطلس بدائرة قسم حلوان.
وبإعداد الأكمنة اللازمة، تم ضبط المتهم، الذي اعترف بعد تضييق الخناق عليه بتفاصيل الجريمة المروعة.
اعترافات صادمة: خنق وسرقة وشقيق شريك في الجريمة
في التحقيقات، كشف المتهم أنه استدرج المجني عليه إلى شقة في محافظة الإسكندرية، وهناك قام بخنقه بيديه، مستغلاً ضعف المجني عليه بسبب إصابة في قدمه اليسرى، وسرق السيارة، لكنه فشل في التصرف بالجثة بمفرده.
وبحسب اعترافه، استعان بشقيقه “كريم ياسر عبدالسلام”، 30 عامًا، الذي سافر من القاهرة لمساعدته، حيث وضعا الجثة داخل غطاء السيارة ثم نقلاها إلى شنطة سيارة الضحية، وانطلقا بها نحو القاهرة.
التخلص من الجثة وبيع هاتف القتيل
أكمل المتهم روايته قائلاً: “وصلنا مدينة 15 مايو ورمينا الجثة من فوق الجبل، وبعدها خبّينا العربية في إحدى المجاورات استعدادًا لبيعها”.
كما أقر ببيع هاتف المجني عليه – من نوع “أوبو” – إلى أحد محال الهواتف المحمولة في منطقة الموسكي.
الجثة تستخرج والأدلة تُضبط
بإرشاد المتهم، عثرت قوات الحماية المدنية على جثة السائق ملقاة أسفل أحد جبال مدينة 15 مايو، كما تمكن رجال المباحث من استعادة الهاتف المحمول من محل بيع الهواتف.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات مع المتهمَين، تمهيدًا لمحاكمتهما بتهم القتل العمد والسرقة وإخفاء الجثة.