
في خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو تطوير التعليم الفني وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، شهد الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور/ أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور/ محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مراسم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، وذلك بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”.
يهدف البروتوكول إلى استقبال طلاب معهد “الكوزن” المصري الياباني بمركز مصلحة الكفاية الإنتاجية بمدينة العاشر من رمضان اعتبارًا من سبتمبر 2025، بما يعزز جهود الدولة لإعداد كوادر فنية مدربة ومؤهلة في مجالات تكنولوجيا الإلكترونيات والطاقة الخضراء، بما يتماشى مع مستهدفات التحول نحو التصنيع الأخضر ومتطلبات السوق الأوروبي في ظل آلية تعديل حدود الكربون التي ستطبق اعتبارًا من 2027.
وأكد الفريق كامل الوزير أن هذا التعاون يمثل يومًا مشهودًا في تاريخ الصناعة المصرية والتعليم الفني، مشددًا على أهمية الاستفادة من الخبرة اليابانية في تأهيل وتدريب العمالة الفنية، ورفع مستوى برامج التدريب المهني بمراكز مصلحة الكفاية الإنتاجية لمواكبة المعايير العالمية. كما أشار إلى التنسيق المستمر مع اتحاد الصناعات المصرية والغرف الصناعية لضمان تأهيل الفنيين قبل التحاقهم بالمصانع، بما يسهم في توفير عمالة ماهرة تساهم في تعزيز تنافسية الصناعة الوطنية.
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي أن التعاون مع “جايكا” يأتي ضمن نماذج الشراكة الناجحة مع اليابان، مستشهدًا بتجربة الجامعة المصرية اليابانية التي أثبتت نجاحها في تخريج كوادر مؤهلة تلبي احتياجات السوق المصري والإقليمي. وأكد عاشور دعم الدولة لإنشاء جامعة النقل بالتعاون مع وزارة الصناعة وصندوق تطوير التعليم لتوفير برامج تدريبية متخصصة تخدم النهضة الصناعية والنقل في مصر.
بدوره، شدد الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على أن الوزارة تتبنى رؤية جديدة للتعليم الفني قائمة على تطبيق نماذج دولية ناجحة مثل “الكوزن” الياباني و”دون بوسكو” الإيطالي، مع التوسع في التعاون مع الشركاء الألمان لإتاحة شهادات دولية تؤهل الخريجين للعمل محليًا ودوليًا، فضلًا عن تفعيل منظومة التعليم المزدوج لربط الدراسة النظرية بالتدريب العملي داخل المصانع.
وأوضح اللواء مهندس/ إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني، أن البروتوكول يتضمن توفير جميع الإمكانيات الفنية واللوجستية من معامل وورش وبرامج تدريبية متقدمة بمركز التدريب بالعاشر من رمضان، بما يسهم في إعداد فنيين ومهندسين مؤهلين بأحدث التقنيات في مجالات الإلكترونيات الدقيقة والرقائق والطاقة المتجددة.
ويعتمد نظام “الكوزن” المصري الياباني على منهج دراسي هندسي متخصص مدته خمس سنوات بعد المرحلة الإعدادية، يركز على التدريب العملي والتجارب الميدانية ويمنح الخريجين دبلومًا يؤهلهم للالتحاق بالجامعات التكنولوجية وكليات الهندسة، ويتيح لهم فرصًا واسعة للمنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
يأتي هذا التعاون في إطار استراتيجية الدولة لتوطين الصناعة وتطوير العنصر البشري كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، ويعكس التزام الحكومة بتهيئة بيئة تعليمية وتدريبية متطورة تدعم تحول مصر إلى مركز صناعي إقليمي قادر على المنافسة عالميًا.