عالم

سوريا تبدأ أول عملية لاختيار برلمان بعد الإطاحة بـ«بشار الأسد»

انطلقت في سوريا، اليوم الأحد، عملية اختيار أول برلمان منذ سقوط نظام الرئيس السابق “بشار الأسد”، في خطوة تُعدّ الأهم ضمن ملامح المرحلة الانتقالية التي يقودها رئيس الإدارة الجديدة “أحمد الشرع”، وسط مراقبة إقليمية ودولية حثيثة لمسار التحول السياسي في البلاد.

وأشرف “الشرع” على العملية من المكتبة الوطنية في دمشق، مؤكدًا أن سوريا “أنجزت خلال أشهر قليلة انتقالًا تاريخيًا من الحرب والفوضى إلى المشاركة السياسية”، داعيًا جميع السوريين إلى “المساهمة في بناء وطنهم من جديد” ومشيرًا إلى الحاجة إلى “برلمان فعّال يصوّت على القوانين المعلقة ويدفع عملية الإعمار قدمًا”.

مرحلة انتقالية بخطوات دستورية جديدة

وكان “الشرع” قد اتخذ جملة من الإجراءات لترتيب المرحلة الانتقالية، حدد مدتها بخمس سنوات، شملت حلّ مجلس الشعب السابق، وإصدار إعلان دستوري، وأن يُختار خلالها مجلس تشريعي مؤقت يمارس صلاحياته إلى حين اعتماد دستور دائم وإجراء انتخابات عامة على أساسه.

وبحسب الإعلان الدستوري، فإن البرلمان الجديد الذي يمتد تفويضه لثلاثين شهرًا قابلة للتجديد، سيُنتخب عبر آلية غير مباشرة، إذ تتولى هيئات مناطقية شكلتها لجنة عليا برئاسة “الشرع” انتخاب ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 210 مقاعد، فيما يعين الرئيس الثلث المتبقي.

وقال “الشرع” إن النظام الانتخابي غير المباشر “إجراء مؤقت تفرضه الظروف الأمنية والإنسانية الراهنة”، مشيرًا إلى أن “غياب الوثائق الرسمية ونزوح أعداد كبيرة من السوريين حال دون إجراء انتخابات عامة مباشرة”.

تنوع المرشحين ومشاركة رمزية لليهود السوريين

ووفق اللجنة العليا للانتخابات، يتنافس على المقاعد 1578 مرشحًا، تشكل النساء منهم 14% فقط، ومن بين أبرز الأسماء “هنري حمرا”، وهو أول مرشح من الطائفة اليهودية منذ سبعين عامًا، ونجل آخر حاخام غادر سوريا في تسعينيات القرن الماضي، ما يعكس، بحسب مراقبين، رغبة السلطات الجديدة في إظهار انفتاح سياسي ومجتمعي بعد عقود من الانغلاق.

التصويت والفرز

ويشارك في عملية الاختيار نحو ستة آلاف عضو من الهيئات الانتخابية المنتشرة في مختلف المحافظات، وأفادت وكالة “سانا” الرسمية ببدء فرز الأصوات في عدد من المراكز، على أن تُعلن النتائج الرسمية في مؤتمر صحفي خلال الساعات المقبلة.

وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد أرجأت التصويت في محافظات السويداء والرقة والحسكة في أغسطس الماضي بسبب “التحديات الأمنية”، قبل أن تُعيد تنظيم لجان فرعية في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في سبتمبر.

اقرأ أيضا: بيان عربي إسلامي يؤكد دعم جهود إنهاء الحرب على غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *