
استهل سهم شركة بنيان للتنمية والتجارة أولى جلساته في البورصة المصرية، اليوم الثلاثاء، بأداء متواضع، مسجلًا ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% فقط، حيث وصل إلى 4.97 جنيه مقارنة بسعر الطرح البالغ 4.96 جنيه.
وتعد “بنيان” أول طرح عام أولي في البورصة المصرية خلال عام 2025، والذي شهد حتى الآن إدراجين مباشرين فقط، في ظل خطة حكومية طموحة تستهدف العديد من الطروحات خلال العام الجاري.
اكتتاب محدود وأداء حذر
طرحت “بنيان” نحو 362.9 مليون سهم تمثل 21.94% من رأسمال الشركة، لكن محدودية التخصيص للأفراد – بحسب محللين – ساهمت في غلبة الضغوط البيعية من قبل مكتتبي التجزئة الراغبين في جني أرباح سريعة، ما حدّ من اندفاعة السهم في أول يوم تداول.
مقارنة بأداء “فاليو”
مقارنةً بأداء سهم “فاليو” المدرج الشهر الماضي – والذي قفز بأكثر من 852% في أول جلسة تداول ووصل إلى سعره العادل البالغ 7.4 جنيه – بدا أداء “بنيان” باهتًا، إلا أن خبراء يؤكدون أن المقارنة بين الشركتين غير عادلة نظرًا لاختلاف آلية الإدراج وطبيعة النشاط.
فقد تم إدراج “فاليو” على سعر مرجعي خاص (0.777 جنيه) يمثل توزيعًا لأرباح محتجزة من مجموعة إي إف جي، وليس عبر اكتتاب عام، كما منحت الهيئة العامة للرقابة المالية قواعد استثنائية لآلية التسعير.
النمر: الطرح قد يشجع القطاع الخاص على دخول السوق
قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة للاستثمارات، إن طرح “بنيان” في البورصة وإن جاء بأداء أولي متواضع، إلا أنه قد يمثل خطوة إيجابية تحفّز شركات القطاع الخاص للنظر إلى البورصة كوسيلة تمويل حقيقية.
وأضاف في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن طرح بنيان في البورصة خطوة قد تشجع الشركات الخاصة على استخدام السوق كوسيلة للتمويل، وليس فقط الاعتماد على التمويل البنكي أو القروض”.
و أوضح ، أن بنيان تستحوذ على العقارات وتقوم بالمتاجرة بها، وهذا نشاط مختلف عن شركات التطوير العقاري المعتادة. ومن ثمّ، فإن امتلاكها لخطة توزيعات شفافة ومستقرة سيكون عنصر جذب مهمًا للمستثمرين”.
وأشار إلى أن الاكتتابات العقارية تاريخيًا غالبًا ما تبدأ بتحركات ضعيفة أو هابطة، قبل أن تُظهر أداءً أقوى لاحقًا.
“عطا”: ضعف التخصيص وراء البيع السريع
من جانبه، قال محمد عطا، عضو مجلس إدارة شركة “الصك” لتداول الأوراق المالية، إن الأداء الباهت في أولى الجلسات كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن الأفراد الذين حصلوا على كميات زهيدة من الأسهم خلال التخصيص اتجهوا للبيع السريع.
وأضاف عطا في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن ما نراه من ضغوط بيعية على السهم في أول يوم تداول هو نتيجة مباشرة لتخلص الأفراد من الكميات الصغيرة التي حصلوا عليها خلال تغطية الاكتتاب، وهو أمر طبيعي في ظل غياب محفزات قوية للاحتفاظ”.