شهدت مصر خلال الأيام الماضية سلسلة متلاحقة من الحرائق التي أصابت منشآت حيوية وتجارية وصناعية، ما أثار موجة واسعة من القلق بين المواطنين، وأعاد تسليط الضوء على ضرورة مراجعة إجراءات السلامة والأمان في مختلف المرافق.
البداية كانت في القاهرة: و حريق سنترال رمسيس
ففي العاصمة، اندلع حريق هائل داخل سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز الاتصالات في قلب القاهرة، ما تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات وخدمات الدفع الإلكتروني وتوقف خدمات ماكينات الصراف الالي في مناطق واسعة ، وأثر بشكل مباشر على نشاط المؤسسات المالية والشركات والمواطنين و أدي إلي تعليق عمل سوق الأوراق المالية المصرية لمدة يوم.
وتمكن ابطال قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق بصعوبة .
ولكنه تجدد لاحقًا في الجزء الخلفي من المبنى بعدها بعدة أيام، قبل السيطرة عليه دون تسجيل إصابات بشرية.
أكدت النيابة العامة في بيان رسمي استمرار التحقيقات، وأوضحت أنه تم انتداب لجان فنية من كلية الهندسة وقطاع الحماية المدنية، مع التحفظ على أنظمة المراقبة وتحليل وحدات التخزين. كما أثبتت المعاينة الأولية وجود تلفيات كبيرة بالبنية التحتية، وأكدت النيابة أنها «لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي جهة يثبت تقصيرها أو إهمالها».
وفي القاهرة أيضًا، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق محدود بالقرب من فندق سوفتيل الجزيرة، بالزمالك دون إصابات أو خسائر مادية كبيرة.
الجيزة: حريق «دبي مول» في الشيخ زايد
في محافظة الجيزة، اندلع حريق كبير داخل «دبي مول» بمنطقة الشيخ زايد، ما أثار حالة من الذعر بين المتسوقين والعاملين.
تحركت قوات الحماية المدنية بسرعة، وفرضت كردونًا أمنيًا بمحيط المول، وتمكنت من السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى العقارات المجاورة، دون تسجيل أي إصابات بشرية.
الإسكندرية: حريق فندق المحروسة
في مدينة الإسكندرية، اندلع حريق أسفل فندق المحروسة المطل على كورنيش المدينة الساحلية.
تحركت قوات الحماية المدنية على الفور، وتمكنت من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى الأدوار العليا أو المنشآت المجاورة، ما حال دون وقوع كارثة أكبر.
دمياط: مصنع الإسفنج
وفي محافظة دمياط، التهم حريق هائل مصنعًا لصناعات الإسفنج، ما دفع قوات الحماية المدنية إلى الدفع بـ20 سيارة إطفاء في محاولة للسيطرة على النيران.
حتى الآن، لم يتم الإعلان عن وقوع إصابات، ويجري حصر حجم الخسائر المادية والتحقيق في أسباب الحادث.
الشرقية: محطة الكهرباء بطريق بلبيس – العاشر
في الشرقية، اندلع حريق هائل داخل مبنى تابع لشركة الكهرباء بطريق بلبيس – العاشر من رمضان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق السكنية، وزاد من معاناة المواطنين في ظل موجة الحر وزيادة الأحمال.
دفعت قوات الحماية المدنية بعدد كبير من سيارات الإطفاء، فيما لا تزال أعمال التبريد جارية، ولم تُعلن الجهات الرسمية بعد عن أسباب الحريق أو تسجيل إصابات.
أعادت كل هذه الحوادث المتكررة طرح تساؤلات واسعة حول جاهزية المنشآت ومدى التزامها بمعايير السلامة والوقاية، خاصة في المنشآت الحيوية كالاتصالات والكهرباء.
وطالب خبراء الأمن الصناعي بتكثيف الرقابة والتفتيش المفاجئ، وتغليظ العقوبات على المنشآت المخالفة، إلى جانب ضرورة تدريب العاملين على خطط الإخلاء ومواجهة الحرائق، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
