سلايدرمصر

سامي أبو العز يكتب: وماذا بعد الهدنة

وما أدراك ما الهدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟ هل هي بداية خير لهدنة ممتدة؟ أم أن هدفها فقط تبادل الأسرى ومن ثم تنطلق حرب دروس لا حسابات فيها ولا أوراق ضغط.

سامي أبو العز يكتب: كنوز غزة المنهوبة

بداية فإنها ليست هدنة بمفهومها الكامل، فإسرائيل وضعت شرطا برفض عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال، والمعنى ببساطة أنها مازالت مصرة على فكرة النزوح والتهجير وأنها بعد انتهاء الهدنة المؤقتة سوف تواصل زحفها بقوة.

ثانيا: الهدنة بالطبع فرصة للطرفين لاستعادة الأشلاء وإعادة ترتيب الصفوف، والاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع ربما كانت أشد شراسة.. عموماً أجواء القلق تخيم على نجاح الاتفاق وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس خوفا من انفجار الصراع مجددا في أي وقت، وتاليا نرصد مراحل الصراع بين حماس والإسرائيليين.

36 عاما بالتمام والكمال هي عمر الصراع بين حماس منذ تأسيسها في عام 1987 وبين إسرائيل، في مواجهات لا تنقطع وتنتهي جميعها بالخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية لغزة.

بعد عامين من تأسيسها وفي عام 1989 نفذت الحركة أول هجماتها على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت خطف وقتل جنديين إسرائيليين.

في عام 1993 جرى التوقيع على اتفاق أوسلو بهدف إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن حماس عارضت عملية السلام وسعت لعرقلتها بتفجير حافلات وتنفيذ هجمات بأسلحة نارية داخل إسرائيل.

في عام 2000 فشل الطرفان في التوصل لاتفاق نهائي لإتمام عملية السلام، وفي العام نفسه أشعلت زيارة آرييل شارون إلى الحرم القدسي بالقدس الشرقية شرارة الانتفاضة الثانية.

خلال عامي 2001و 2002 نفذت حماس سلسلة تفجيرات انتحارية في إسرائيل، وردت إسرائيل باغتيال القائد العسكري لحماس صلاح شحادة.

في مارس 2004 قتلت إسرائيل الزعيم الروحي لحماس الشيخ أحمد ياسين ثم الزعيم السياسي للحركة وأحد مؤسسيها عبد العزيز الرنتيسي في غزة في شهرين متتاليين.

في 15 أغسطس 2005 بدأت القوات الإسرائيلية انسحابا أحادي الجانب من قطاع غزة وتركت المستوطنات والقطاع المكتظ بالسكان للسلطة الفلسطينية.

فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، في يناير 2006، وردت إسرائيل والولايات المتحدة بقطع المساعدات عن الفلسطينيين.

في يونيو 2006 مسلحون من حماس قاموا بأسر المجند الإسرائيلي جلعاد شليط في غارة عبر الحدود مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربات جوية والتوغل داخل القطاع.

في نهاية عام 2008 شنت إسرائيل هجوما عسكريا على غزة استمر 22 يوما وأشارت التقارير إلى مقتل 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا قبل الاتفاق على التهدئة.

في عام2012 قتلت إسرائيل القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري، وفي 2014 أدى خطف حماس وقتلها ثلاثة شبان إسرائيليين إلى حرب استمرت سبعة أيام، أسفرت عن مقتل 2100 فلسطيني في غزة و73 إسرائيليا منهم 67 عسكريا.

بدأت حماس تطور قدراتها الصاروخية، واستخدامها كسلاح ردع ضد إسرائيل. وفي عام 2014، شنت إسرائيل عملية أخرى ضد القطاع وردت حماس بالصواريخ، واستمرت المواجهات سبعة أيام، وتسببت في مقتل 73 إسرائيليا بينهم 67 عسكريا، وأكثر من ألفي فلسطيني.

واستمرت حماس بإطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، ما يغلق الحياة بشكل كامل خاصة في مدن الجنوب، وترد إسرائيل بعمليات قصف جوي، وأحيانا عمليات توغل بري محدودة.

وفي 7 أكتوبر 2023 أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى والتي أسفرت عن ألاف الشهداء والمصابين وتدمير البنية التحتية لغزة، حتى نجحت جهود مصرية قطرية في التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 4 أيام بدأت صباح أمس الخميس.

باختصار.. نأمل من الله أن تكون الهدنة المؤقتة بداية لهدنة دائمة تحفظ لأشقائنا أرواحهم وأرضهم، وأن تتكتل باقي الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، كورقة ضغط مؤثرة على الاحتلال ورعاته الأمريكيين والأوربيين، في محاولة جادة لوقف بحور الدماء، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي عن طريق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. الهدنة فرصة وعدونا غدار.

samyalez@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *