مصر

سامي أبو العز يكتب: ودقت طبول الحرب

 

إسرائيل تقرر اجتياح رفح فماذا أنتم فاعلون؟، وافقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، مساء الأحد على الخطط العملياتية لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية، وأعلن رئيس حكومة الكيان في مؤتمر صحفي قبيل خضوعه لعملية جراحية أنهم سيعملون على إجلاء السكان قبل الاقتحام سيدخلون إلى المدينة رغم معارضة بايد على حد زعمه ورغم المعارضات الإقليمية والدولية المتصاعدة.

سامي أبو العز يكتب: الردع العربي هو الحل

إقدام إسرائيل على اجتياح رفح سينقل الصراع في غزة إلى مستوى آخر يشعل المنطقة ويهدد الاستقرار في العالم أجمع، علماً أن رفع مدينة صغيرة وتعتبر الأعلى اكتظاظاً بالسكان في العالم خاصة بعد نزوح الآلاف لها من الشمال.

الاحتلال يبحث بطريقة أو بأخرى احتلال محور فلاديفيا والسيطرة عليه، ما يعني انقطاع شريان الحياة ووقت دخول المساعدات تماماً إلى القطاع ووضعه تحت السيطرة والرقابة الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى معركة دبلوماسية مع مصر قد تصل إلى تجميد العلاقات بين البلدين ما يدفع القاهرة لاتخاذ إجراءات لحفظ الأمن القومي المصري.

تمادي الجيش الإسرائيلي في رفح قد يخلق بؤر صراع جديدة، وقد يتعدى الأمر تعليق اتفاقية السلام، في مواجهة عزم الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم قسراً.

وفي الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من اجتياح رفع ما يؤدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية الموجودة بصورة غير مسبوقة، فإن الولايات المتحدة التي توهم البعض أن الإنسانية عرفت طريقها إليها بعد منعها التصويت ضد قرار مجلس الأمن «حبيس الأدراج» بوقف الحرب في غزة، ما زالت هي النصير الأقوى للاحتلال وكفيله الرسمي من مواجهة العالم.

كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية «كان 11 » أن الجنرال تشارلز براون رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة استعرض في مباحثات مع نظيره الإسرائيلي هرتسي هيلفى المقترح الأمريكي بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح التي تأوى 1.5 مليون نازح فلسطين.

ويشمل المقترح الأمريكي عزل رفح تماماً وتطويقها برا وبحرا وجوا بواسطة الجيش الإسرائيلي، ووضع وسائل تكنولوجية -كاميرات مراقبة وأجهزة استشعارات – لإحكام إغلاق الحدود المصرية، والقيام بعمليات اقتحام ومداهمات موجهة، بناء على معلومات استخباراتية على أهداف محددة، وإقامة غرف عمليات مشتركة مع أمريكا لتنسيق العمليات العسكرية.

باختصار.. إسرائيل التي رفضت الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي والتي وقف أمامها المجلس عاجزاً عن تنفيذ البند السابع ضدها، ماضية من غيها ومصممة على اجتياح رفع مهما كانت النتائج غير مبالية بالمجتمعين الدولي والعربي الأمر الذي يؤكد أن الأيام القادمة تحمل العديد من المفاجآت غير السارة، وأننا سوف نشهد زلزال تسونامي إنساني قد يفجر المنطقة بأكملها.

وكشفت شبكة NBC News زيف ما تعلنه الإدارة الأمريكية عن تحفظها على سلوك إسرائيل في الحرب وجهودها للتوسط في وقف إطلاق النار، وقالت إن أمريكا ترسل مجموعة جديدة من القنابل إلى إسرائيل ضمن حزمة الأسلحة التي تمت الموافقة عليها منذ سنوات ولم يتم تنفيذها إلا الآن، وتشمل أكثر من 1800 قنبلة مارك84 «84 MK» بوزن 2000 رطل، وحوالي 500 قنبلة مارك 82 «82 MK»، بوزن 500 رطل، وهذه القنابل الغبية يمكن تحويلها إلى قنابل موجهة بدقة، ويذكر أن قنابل مارك 84 يمكنها تدمير مجمعات سكنية بأكملها.

تبقى كلمة.. نحن أمام خيارات أحلاها مرا، ورغم تصريحات رئيس وزراء الكيان لاجتياح رفح بمباركة أمريكية إلا أننا لم نسمع عن اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لا أسكت الله لها حس، ولا نرى تحركا إسلاميا وعربيا لإعلان موقف موحد، فالجميع ينتظر البلاء دون أن يحرك ساكنا لمواجهته أو منع وقوعه.. فماذا أنتم فاعلون يرحمكم الله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *