مصر

سامي أبو العز يكتب: نتنياهو والحلم الصهيوني المزعوم

مازالت إسرائيل ماضية في غيها، ولا زال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يراهن على تدمير غزة وتحقيق الحرب أهدافها كاملة، وذلك إنقاذا لمستقبله ومستقبل حزبه السياسي بعد الهجوم الكبير الذي يتعرض إليه حاليا من الجبهة الداخلية الرافضة للحرب والداعية لعودة الرهائن بأي شكل، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها دولة الاحتلال بسبب الحرب، والخسائر التي تعرض لها الاحتلال على المستوى العسكري في العدة والعتاد وقتل العشرات من الجنود وارتفاع الإصابات بين أفراد الجيش بصورة غير مسبوقة.

نتنياهو أعلن قبل ساعات أنه يتعين على إسرائيل السيطرة على المنطقة بأكملها من البحر إلى النهر!!

التصريح العنتري لرئيس وزراء الاحتلال جاء بعد تسريبات من الصحافة الأمريكية عن خطة سلام عربية أمريكية تتضمن إيقاف الحرب في غزة وإعادة إعمار القطاع بالإضافة إلى التطبيع العربي الكامل مع إسرائيل مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقبل.

بادر نتنياهو في تصريح له عبر الإعلام العبري ردا على التسريبات حول المشروع العربي الأمريكي بأن إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، والكيان يعتمد على أن وجود الدولة الفلسطينية يعني في المقام الأول القضاء على الحلم اليهودي من المحيط إلى الخليج إلى الأبد، وأن الحرب الحالية هي الفرصة الأخيرة لتهجير الغزيين من القطاع لبدء مرحلة التوسع المزعومة.

سقوط المقاومة الفلسطينية هي البداية الفعلية لتحقيق حلم إسرائيل بدولتها الكبرى، وهو الأمر الذي أصبحت إسرائيل تعلنه على الملأ دون خوف أو خجل.

وباتت الحرب على غزة مسألة خلاف وفرقة بين أعضاء مجلس حرب الكيان حول تقييم نتائج مجريات الحرب على غزة حتى وصل الأمر إلى مشاركة بيني غانتس وآيزنكوت، في مسيرات تطالب بتحديد أهداف الحرب وما يجب عمله خلال المرحلة المقبلة، في الوقت الذي يواصل فيه نتنياهو ادعاءاته الكاذبة بانتصاراته المزعومة في غزة، وقرب موعد تحقيق المعركة لأهدافها وتهجير الغزيين إلى دول الجوار.

باختصار.. المقاومة في غزة مازالت في عز انتصارها عسكريا كونها استطاعت الصمود طوال 105 يوما أمام حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا في حربه جوا وبحرا وبرا على مدار الساعة، بل واستطاعت المقاومة أن تلحق بالمحتل العديد من الخسائر وتصيب أهدافا في قلب تل أبيب وتنزل بجنوده ومواطنيه الفزع والرعب.

يحدث ذلك على الرغم من أن المقاومة محاصرة إقليميا وفاقدة للدعم ومحاربة دوليا، وقد اضطرت إسرائيل لسحب 20 ألف مقاتل من غزة مؤخرا خوفا من الهجمات التي يتعرض لها الجنود من قبل بواسل المقاومة.

تبقى كلمة.. إسرائيل تستخدم حاليا ورقة الضغط الوحيدة المتوفرة لديها بعدما استنفذت كل ألاعيبها للضغط على أهالي غزة وهي تجويع الغزيين وذلك بعد يأسها من تحقيق انتصارا ملموسا على أرض المعركة.

مهما طال صيام الغزيين فإن الله معهم يؤيدهم بنصر من عنده، ونصر الله قريب، وإفطاركم إما في الجنة، أو على أرض وطنكم المحرر بإذن الله، ولا عزاء لفرق التنديد والشجب والصراخ والأيادي المكتوفة.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *