مصر

سامي أبو العز يكتب: مسكن الأنبياء يدنسه الأشقياء

دولة فلسطين تتمتع بأهمية تاريخية ودينية ولها مكانة مرموقة في كافة الأديان السماوية، وخصها الله بشرف عظيم دون غيرها من البلدان، حيث اختارها من بين بقاع الأرض لتكون موطنا لمعظم الأنبياء.
يوجد بها ثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولقد أسرى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى فلسطين، وصلى بالأنبياء جميعا في هذه الأرض المباركة قبل رحلته إلى السماء.
إذا تلك البلاد الطاهرة تمثل قيمة كبرى لدى الناس في كافة بقاع الأرض كونها مسكن الأنبياء، وواجبنا أن ننتفض جميعا لنمنع هكسوس العصر ومصاصي الدماء من تدنيس ترابها الطاهر، والسطور التالية تكشف قدسية أرض مدينة الأنبياء.
• نبي الله إبراهيم هاجر إلى فلسطين.
• نبي الله لوط نجاه المولى -عز وجل- من العذاب الذي أصاب قومه إلى أرض فلسطين.
• داود -عليه السلام- عاش في فلسطين وبني محرابا على أرضها.
• نبي الله سليمان حكم العالم كله من أرض فلسطين، وحدثت قصته مع النمل في مكان يدعى «وادي النمل» والذي يقع حاليا بجانب عسقلان.
• محراب زكريا -عليه السلام- يوجد في فلسطين.
• موسى -عليه السلام- طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة «فلسطين» لأنها مطهرة من الشرك والكفر.
• شهدت أرض فلسطين معجزة ولادة نبي الله عيسى -عليه السلام- من السيدة مريم البكر العذراء التي لم تتزوج، وفوق متن هذه الأرض هزت مريم بجزع النخلة بعد ولادتها، كما رفع الله -عز وجل- نبيه عيسى إليه عندما أراد بنو إسرائيل قتله.
• سينزل عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان إلى فلسطين عند المنارة البيضاء ويقتل المسيح الدجال عند منطقة باب اللد بفلسطين.
• فلسطين تعتبر أرض المحشر والمنشر.
• يأجوج ومأجوج سيقتلون آخر الزمان في فلسطين.
• قصة طالوت وجالوت حدثت في فلسطين.
إنها فلسطين التي باركها الله منذ قديم الزمن وحفظها، وارتبط اسمها بالشهداء منذ الأزل، فقد استشهد فيها أكثر من 5 آلاف صحابي أثناء فتح وتحرير بيت المقدس من ظلم الرومان، وما زال الشهداء يتساقطون حتى يومنا هذا دفاعا عن الدين والأرض والعرض في مواجهة بني إسرائيل.
وفي قلب فلسطين تقع مدينة القدس التي تتمتع بأهمية كبرى لدى أصحاب الديانات الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، وتخصها النصوص الدينية بأحداث مهمة دارت على أرضها من صلب المسيح إلى ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتقد المؤمنون بنهاية الزمان أن العديد من الأحداث المرتبطة بقيام الساعة ستدور في المدينة.
المدينة بها المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وبها كنيسة القيامة التي بنيت فوق صخرة الجلجلة حيث صلب المسيح بحسب الإنجيل، وتقع داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبها الحائط الغربي أو حائط البراق وبالقرب منه يمارس اليهود شعائر البكاء حدادا حسب المعتقدات اليهودية.
باختصار… فلسطين وجدت لتبقى، فإنها أرض الأنبياء والشهداء، وبوابة الأرض إلى السماء، على أرضها عاش أنبياء الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط وداود وسليمان وصالح وزكريا ويحيى وعيسى عليهم جميعا السلام.
تبقى كلمة… فلسطين أرض مباركة ومقدسة بنص القرآن الكريم قال تعالى «سبحان الذي أسرىٰ بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ۚ إنه هو السميع البصير»، وبها المسجد الأقصى الذي يشد الرحال إليه ومنزلته في الإسلام بعد المسجدين الحرام والنبوي والصلاة فيه ب500 صلاة عما سواه من المساجد.
كما أن فلسطين أرض الإسراء والمعراج ومسرى رسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومنها معراجه إلى السماء وجعلت بيت المقدس بذلك بوابة الأرض إلى السماء، وفي المسجد الأقصى الشريف جمع الله -سبحانه وتعالى- لرسوله الأنبياء عليهم السلام فأمهم في الصلاة في رسالة تعد الأهم في تاريخ الإنسانية وهي استمرار رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء جميعا وانتقال هذه الرسالة إلى خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم.
ألا تستحق دولة مباركة بها مدينة بهذه القدسية أن ينتفض العالم أجمع احتراما لها وكرامة لتاريخها وإجلالا لأهلها ونسلها حتى تتوقف بحور الدماء فيها.
samyalez @ gmail. com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *