من الإعلام الصهيوني إلى القاهرة «رسالتكم وصلت» كلمتان لخصتا الهلع الذي أصاب وسائل الإعلام العبرية، بسبب زيارة رئيس الأركان المصري الفريق أحمد خليفة، إلى حدودنا مع غزة، وتفقده القوات على الحدود المشتركة وفي معبر رفح.
تباينت ردود الفعل الإعلامية لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي كشفت جميعها مدى ثقل مصر في المنطقة وتأثيرها على الأحداث الجارية.
ووصفت صحف الاحتلال الزيارة تحت عناوين، رسائل مزعجة، ومشهد دراماتيكي، وتحذير مصري، وعودة الدبابات على الحدود «في إشارة لحرب أكتوبر ١٩٧٣».
ونوهت القناة الـ ١٤ الإسرائيلية إلى أن الجيش المصري يرفع استعداداته ويعلن جاهزيته تجاه الجبهتين الإسرائيلية والإثيوبية في آن واحد، الأمر الذي يدلل على تورط إسرائيل في القرن الإفريقي وإثيوبيا، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ونقلها بؤر الصراع إلى الضفة والجنوب اللبناني.
توقيت الزيارة جاء في الوقت الذي أعلنت فيه مصر موقفها الرافض لوجود جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا الواقع على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة. تحمل الزيارة العديد من الرسائل الواضحة والقاطعة بأن الدولة المصرية قادرة على حماية حدودها من كافة الاتجاهات، وحماية أمنها القومي الذي يعد بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي ظرف من الظروف.
كما تحمل الزيارة التي احتلت مكانة بارزة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية رسالة أخرى موجهة إلى إثيوبيا حيث يخيم التوتر الشديد على العلاقات بين الدولتين بسبب سد النهضة والتصريحات المستفزة لرئيس الوزراء الإثيوبي.
مصر ترفض الأكاذيب ولا تتعامل معها وتستخدم الشفافية والوضوح في معالجة قضاياها وتتمسك بضرورة انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا فوراً دون شروط.
وترفض أكاذيب نتنياهو المتعلقة بتهريب الأسلحة من مصر للمقاومة الفلسطينية، ومصرة على أنها أكذوبة استخدمها نتنياهو ليغطي بها على فشله في تحقيق الأهداف المرجوة من الحرب في غزة، وفشل حكومته في وقف تهريب السلاح من إسرائيل عبر المستوطنين إلى القطاع.
وعدم مقدرته على مواجهه الغليان والاضرابات التي تشهدها الجبهة الداخلية الإسرائيلية بسبب اخفاقه في ملف الأسرى، خاصة بعد مقتل ٦ أشخاص منهم مؤخرًا، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي، ومحاولته فتح بؤر صراع جديدة تفادياً لمحاكمته والقضاء على مستقبله السياسي.
باختصار.. رسائل مصر قوية وواضحة ورادعة، وتؤكد على مدى استعداد وجاهزية القوات المسلحة لحماية الأمن القومي المصري، والتصدي لكل التطورات بحزم وقوة.
وتبقى كلمة.. الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة حرب فاشلة، فقدت مصداقيتها بشكل كامل، وكشفت الانشقاقات بداخلها مدى ضعفها وتخبطها، ولن تنجو من جرائمها وملاحقتها داخلياً وخارجياً، كما أنها لن تنجو من جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة، عبر توزيعها الاتهامات جزافاً على الدول الأخرى لتبرير فشلها للنجاة من جرائمها.
عاشت مصر قوية أبية بجيشها ووحدتها