مصر

سامي أبو العز يكتب :حرب غزة.. بداية بلا نهاية

كل حروب إسرائيل في غزة كان لها بداية نهايتها معروفة مقدما، إلا الحرب الحالية، فإسرائيل نفسها لا تعرف لها نهاية، وهناك مخطط بأنها قد تصل إلى عام كامل، كما تريد إسرائيل خلال حربها أن تغتال ثلاثة من قادة حماس بينهم السنوار.

مصدر إسرائيلي أخبر وكالة أنباء رويترز أن إسرائيل تعتزم إقامة منطقة عازلة من شمال حتى جنوب غزة، وإذا لم يكن في الشمال مشكلة ففي الجنوب تكمن الخطورة، لأنه يعني الحدود المصرية.

مسؤول إسرائيلي يرى أن رفح المصرية تمثل أصل تحول حماس من حركة عادية إلى وحش لا يمكن السيطرة عليه، وأنه يجب الاهتمام بحدود غزة مع مصر، ويؤكد أن الحل هو السيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة.

في المقابل، يرى بعض العرب عكس الرؤية الإسرائيلية ويتهمون مصر أنها تضيق الخناق على أهل غزة ليلا ونهارا وتحرمهم من الامدادات وتمنعهم من التهجير والنزوح إلخ.. إسرائيل ترى مصر أصل قوة غزة، والعرب يرون أن مصر تخنق غزة!

الضغط الإسرائيلي متواصل على أهل غزة عبر عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من خلال مطاردات الموت، وهذا الأمر يعني ببساطة أن المدرعات الإسرائيلية ستصل بين عشية وضحاها إلى الحدود المصرية.

هنا تكمن الخطورة فمع كل تصعيد إسرائيلي واجتياح لقطاع غزة يبرز ممر «فيلادلفيا» إلى الواجهة، وقد وجهت مصر إلى إسرائيل تحذير شديد اللهجة من أي عمليات عسكرية في الممر تزامنا مع الاجتياح البري للقطاع على اعتباره منطقة عازلة وفقا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي أبرمت عام 1979.

وتعود قصة هذا الممر إلى العام 2005، بموجب اتفاق مصري إسرائيلي سمي اتفاق «فيلادلفيا» لوقف عمليات التهريب وتدمير الانفاق الموجودة بعد أن أصبحت منطقة الحدود خاضعة للفلسطينيين.

والممر الذي أطلق عليه محور صلاح الدين، عبارة عن شريط ضيق من الأرض بطول 14 كيلو متر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وقد سمحت بنود الاتفاقية لمصر بنشر 750 جندي من حرس الحدود على امتداد الطريق لحراسة ذلك الشريط، ونص الاتفاق على أن القوات المصرية هي «قوة مخصصة لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود»، وليست قوة عسكرية، كما نص على أنها «لا تلغي أو تعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية».

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يستعد لعملية برية في جنوب القطاع ستكون محورها خانيونس ورفح، وتهدف إلى أمرين أولهما تفريغها من المدنيين، والثاني محاولة الوصول إلى مراكز القوة في خانيونس، حيث قادة حماس وكبار مسؤولي الحركة والدوائر الحكومية.

ووفقا للصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضا لدخول بري في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، لتكون النقطة المحورية هناك هي ممر فيلادلفيا.

باختصار.. التقارير الإسرائيلية التي وضعها رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هيلفي، تعتمد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن خانيونس أصبحت خلال الأيام الأخيرة مركزا لقادة حماس، وأن يحيى السنوار مع قادة مدنيين موجودين فيها مع من تبقى من الأسرى.

تبقى كلمة.. الحرب الشاملة ضد غزة بدأت تتخذ مسارات جديدة، والدلائل تؤكد أن الاحتلال الذي يغذي الحرب المسعورة نزع فتيل فوهة بركان ثائر، الأمر الذي يهدد بنقل الصراعات إلى بؤر جديدة.. لكن تبقى الحقيقة المؤلمة أنه ليس كل من يفجر البركان يستطيع إخماده.

samyalez@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *