مصر

سامي أبو العز يكتب: انكسار الأمة وراء جبروت اليهود

غزة خذلها العالم، فهل تخذلها عروبتنا وإسلامنا؟ وقف المجتمع الدولي متفرجا على مذبحة القرن الحديث التي تنفذها إسرائيل برعاية وإنتاج الولايات المتحدة، وتمويل إخوة يوسف لنشاهد هذا الواقع التراجيدي الذي يندى له الجبين وتجف الأحبار في الأقلام من وصفه، «مجازر، محارق، تدمير، مذابح، مشانق، إبادة جماعية»، كل الموبقات التي أحدثها العالم منذ بدء الخليقة حتى الآن تجمعت في تلك المشاهد المؤلمة.

سامي أبو العز يكتب: الموظفون في الأرض

السؤال الآن من المسؤول عما يحدث في غزة؟ بالطبع ليسوا الفلسطينيين فهم أصحاب الأرض والقضية والملاك الحقيقيين للوطن، واليهود غزاة احتلوا الأرض وهتكوا العرض ودمروا كل معالم الحياة على أرض مهبط الأنبياء، والإجابة ليس اليهود وحدهم هم المسؤولون، فلا يسأل قاطع طريقا ولا لصا لماذا قتلت أو لماذا سرقت، فهذه حياته وتلك أخلاقه، ولكن نحن العرب والمسلمون مسؤولون مسؤولية كاملة عما يحدث.

نعم.. أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم يمثلون ربع سكان الكرة الأرضية، بينهم 473 مليون عربي تقع على عاتقهم جميعا المسؤولية الدينية والأخلاقية وصلة الرحم وأولوا القربى، غير المسؤولية التاريخية، فالتاريخ لن يرحمنا والأجيال القادمة ربما صبت علينا اللعنات ولونت صفحاتنا باللون الأسود.

أكثر من 7 عقود مضت ذقنا جميعا خلالها مرارة أفعال الذئب الصهيوني الذي نهش بلادنا وفرق وحدتنا وشتت شملنا ونخر في عظامنا وهتك خريطتنا وعروبتنا ومازلنا نعامله بأخلاقنا التي لا يعرفها، وهي في الحقيقة ليست مصدر قوة، بل ضعف وهوان واستسلام في مواجهة الجبروت الصهيوني.

أمتنا العربية في ظل جرائم الحرب اليهودية التي ترتكب ضد الغزيين باتت مصابة بانكسار الإرادة والهزيمة النفسية، فمات بداخلنا عرق النخوة وأصبحت أمة ميتة لا حياة فيها، وصدق فينا قول المتنبي:

«مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه… ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام»

أمتنا العربية في حاجة ملحة لاتخاذ مواقف رادعة وشديدة تتناسب مع ما تشهده غزة من أحداث مأساوية تنذر بتفجير صراع شامل في الشرق الأوسط قد تمتد أثاره إلى العالم أجمع.. الصمت ليس دائما دليل حكمة، فأحيانا يكون بداية للخرس.

رفح آخر القلاع الحصينة والتي تأوي أكثر من 1.4 مليون نازح من شمال القطاع ووسطه، وتعد البؤرة الأكثر كثافة في العالم ويعيش أهلها بالخيام في ظروف إنسانية قاسية، وإذا لم يتحد العالم لوقف اجتياحها من قبل جيش الاحتلال، فسوف يشتعل فتيل الحرب العالمية الثالثة في بداية حقيقية لنهاية الكون.

وسيبقى قدر مصر صاحبة الوجه الواحد والموقف الواحد منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي أنه لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم وأنها ضد حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، وأنه لا سبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سوى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

استفزازات إسرائيل المستمرة لمصر تكشف الوجه القبيح للاحتلال وتصريحاته المستفزة بالحديث عن احتلال معبر فيلادلفيا وتجويع مصر للغزيين وأنها تمنع دخول المساعدات، وتحميلها مسؤولية جزئية عن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، تصريحات غير مقبولة وتحريضية ومحاولة لتخريب عملية احتواء الأزمة في قطاع غزة.

باختصار.. آن الأوان لتنتفض الدماء في عروق المسلمين والعرب لمواجهة الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين ووقف المخطط اليهودي لتهجيرهم وتصفية القضية الفلسطينية بأي ثمن.

تبقى كلمة.. ستبقى مصر السيف والدرع للأمة العربية، وقد التف المصريون جميعا خلف القيادة السياسية والجيش المصري لحماية أمننا القومي وصون ترابنا الوطني.. وسوف تكشف الأيام وربما الساعات القادمة أن تنفيذ عملية عسكرية برية في رفح سيكون بمثابة المسمار الأخير في النعش اليهودي.

samyalez@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *