انهارت الهدنة وعاد دراكولا وجنوده من جديد إلى سفك الدماء، وسلب الأرواح وعمليات التدمير والإبادة الجماعية في قطاع غزة، ليواصل حربه الوحشية مستهدفا المنازل والمناطق الآمنة، والأطفال والنساء بمباركة أمريكية مخترقا قوانين الحرب وكافة المواثيق الدولية والإنسانية.
سامي أبو العز يكتب: غزة .. مازالت محاولات التهجير مستمرة
واشتدت نبرة قادة الاحتلال ليطل نتنياهو بوجهه القبيح معلنا أنه سيواصل الحرب حتى تحقق أهدافها، والتي تتمثل في عودة جميع المختطفين والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تعود مرة آخري لتهديد الكيان، ما يعني أنه لن يبقى لها وجودا على وجه الأرض!!
ودخل وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، على خط التصريحات العنترية مطالبا بقطع الاتصالات مع الوسطاء والإعلان بشكل صريح لوقف الهدنة والعودة إلى الاقتتال الكامل.
وبالطبع دخلت الولايات المتحدة على الخط راعية ومباركة ليعلن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته دبي، أن الهدنة في غزة انتهت.
وبات القلق والتشاؤم يخيم على العديد من المنظمات الدولية المعنية بالأوضاع في غزة بسبب الحالة السيئة التي وصل لها القطاع في ظل الحرب الدامية التي يشنها الاحتلال، واصفين الوضع بأنه سيكون قاتم السواد ولا يدعو أبدا للتفاؤل.
وتنبأ فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بأن كارثة إنسانية كبرى قد تضرب غزة، مؤكدا أننا سنكون على حافة تسونامي إنساني قد يفجر المنطقة بأكملها لأن الأمر لم يعد يتوقف فقط على الدمار الذي تحدثه الآلة العسكرية، فهناك بعد آخر للأزمة، فما خلفته حرب الإبادة والمقابر المفتوحة والقنابل الفسفورية وزلازل الصواريخ تسبب في تفشي الأمراض وانتشار العدوى.
وباتت الأمراض المنقولة من المياه الملوثة تهدد بتفشي العديد من الأمراض التي قد تتسبب في وفيات جماعية نتيجة للظروف غير الصحية التي يعيش فيها أشقاءنا في غزة، حيث تحولت أرضهم الطاهرة إلى أرض خصبة للأمراض والأوبئة التي تعد البداية الفعلية لكارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل.
الحقيقة أن أرض مهبط الأنبياء أصبحت مثالا صارخا سوف يتوقف عنده التاريخ طويلا وسيكتب المؤرخون حكايات مؤلمة وقصص يشيب من هولها الولدان، لمعارك ومحارق وإبادة وكوارث إنسانية، ولن ترحم محكمة التاريخ كل من ساعد ومن خان ومن باع.
وكشف الإعلام الحكومي في غزة أن المساعدات التي وصلت القطاع خلال الهدنة لا تتجاوز 1% من حاجته محملا المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الحرب.
باختصار.. انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل بعد أسبوع والتي أسفرت عن الإفراج عن 80 رهينة إسرائيلية و240 سجينا فلسطينيا، وتجدد القتال يعيد الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه، وينذر بكوارث لا يتحملها سكان غزة، فمن سينجو من أسلحة ومدرعات العدو، لن ينجو من الأمراض والأوبئة، فالقطاع أوشك أن يعلن أنه منطقة موبوءة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وبات الأمر الأسوأ حيث لا يجد المدنيون في غزة الذين يعيشون وسط تحديات لم يشهد لها العالم مثيلا، مكانا آمنا يذهبون إليه.. وبالطبع مع اندلاع الحرب مجددا سيتم تقليص المساعدات وتضيق الخناق على شعب غزة المحاصر، وسط صمت المجتمع الدولي وإصابته بالخرس من جديد، واستمرار الأمة العربية في حمل أثقالها وأوزارها غارقة في ترفيهها ودنياها إلا من رحم ربي، ويبقى 2 مليون غزاوي في ذمة الله والله خير الحافظين.