مصر

سامي أبو العز يكتب: الردع العربي هو الحل

وتستمر المهزلة دون توقف في أسوأ دراما تليفزيونية «أون لاين» تبث على مدار الساعة يشهدها العالم أجمع في عجز تام لا يحرك ساکنا ولا يرمش له جفن.. إنها حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على مرأى ومسمع من سكان كوكب الأرض، ليسجل التاريخ أكبر مجزرة في صفحاته في غياب النخوة الإنسانية، والكارثة أن ما يحدث إدانة للمجتمع الدولي كله شرقه وغربه الذي يتواطأ مع إسرائيل إما مشاركاً أو داعما أو صامتا.

سامي أبو العز يكتب: اليهود أسوأ  الشعوب علاقة  بالله

المشارك له رأيه وإن اختلف معنا والداعم له موقفه الذي سيدفع ثمنه يوماً حين تدور الدوائر.

أما الصامت فإن ذنبه أكبر ومؤثم دنيا وآخرة فالساكت عن الحق كما علمتنا الأديان وشدد عليه ديننا الإسلام الحنيف «شيطان أخرس»، وما أكثرهم في زماننا فإن الصمت في هذه الحالة ليس ضعفاً وجبنا فقط، ولكنه خيانة كبرى ويتعدى الجرائم والكبائر ومخالفة صميم تعاليم الدين وفعله مجرم في الدنيا وحسابه في الآخرة عند الله عسیر، وسوف يلقى حسابه عند مليك مقتدر ولا يظلم ربك أحدا.

ما بين الترحيب والتنديد يرسم قادة أمة «ضبط النفس» نهايتها بعد ما وصلت إليه من حالة خنوع غير مسبوقة وضعف وانقسامات وانشقاقات لم يسجلها التاريخ من قبل حتى في أوهن عصورها.

178 يوماً عمر حرب الإبادة التي يتعرض لها الأشقاء في غزة حتى الآن، براً وبحراً وجواً باستخدام كافة الأسلحة المحرمة دولياً في خطة محكمة لإبادة شعب كامل عن بكرة أبيه، في تحد سافر لقرار مجلس الأمن بوقف الحرب في غزة خلال شهر رمضان.

السؤال الأهم الآن لماذا لا يعاقب المسلمون والعرب إسرائيل على حربها في غزة بالمقاطعة، وهذا أضعف الإيمان بدلا من الشجب والتنديد؟ لماذا لم تحرج إلى النور مبادرة متكاملة الأركان لردع جيش الاحتلال والضغط على إسرائيل لوقف الحرب؟ وحتى لا ننسى أين جامعة الدول العربية لا أسكت الله لها حس؟

القادة والساسة والملوك والرؤساء أطال الله في أعمارهم لهم وجهات نظر ورؤى نختلف أو نتفق معها ولكنها لا تلبي طموحات 380 مليون مسلم وعربي من المحيط إلى الخليج، كما أنها لا تشفي غليل أکثر من 2 مليار مسلم حول العالم لا يملكون من أمرهم شيئاً اللهم إلا دعاء المقهورين والمغلوبين على أمرهم وصرخات المآذن كل يوم جمعة على اليهود ومن عاونهم، وإذا كان الدعاء يغير القدر فدعواتنا منذ عام 1948 حتى الآن متوالية بلا انقطاع إلا أن الله لم يأذن لأنه غير مرتبط بالأسباب والتوكل على الله «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الأنفال (60)

باختصار.. قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان مر على صدوره عدة أيام لم تؤت ثماره وشابه النقصان لأنه أولا لم يحدد موعد زمني لوقف الحرب، وثانيا لأنه لم يستخدم اللفظ القاطع أثناء الحروب وهو الوقف الدائم للحرب، ولم يجتمع مجلس الأمن مرة ثانية لتنفيذ البند السابع لاستخدام القوة العسكرية لإلزام الأطراف بالتنفيذ، والأهم اليوم 22 من الشهر الفضيل ومازال الاحتلال يواصل التصعيد وأوشك الشهر الفضيل على الرحيل ليرحل معه أصل القرار فيسقط بانتهاء رمضان!!

لنبدأ من جديد مرحلة التفاؤل والاستجداء والتفاوض على جسر الموتى في غزة ووقف بحور الدماء، في وسط عالم أثبتت الأيام أنه لا يملك كبت جماح اليهود الدموي ولا إطفاء المحارق أو وقف المجازر!!

تبقى كلمة.. قرار مجلس الأمن مثل سابقه سيبقى حبر على ورق فيما يتعلق بـ القضية الفلسطينية، ولا يغرنكم موقف أمريكا التي امتنعت عن التصويت فهي صاحبة اليد العليا في مجلس الأمن وستبقى نصيراً أبديا للاحتلال اليهودي، فما يحدث هو مخدرا طويل المفعول حتى تحقق إسرائيل ما تريد.. لذا فإن قضية فلسطين هي مسؤولية الأمتين الإسلامية والعربية وإننا مطالبون بقرارات جماعية موحدة بأوراق ضغط كافية فنحن نستطيع ونملك المهم الوحدة والتكتل والعودة إلى الجذور فالأيام حين تدور لا ترحم اقرؤوا التاريخ يرحمكم الله «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».. «أليس منكم رجل رشيد».

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *