وتبقى الحقيقة التي يلتف حولها الجميع دون التصويب الجيد على بيت الداء لنعي مشاكلنا جيدا للبدء الفوري في مواجهتها وحلها حتى لا نتوارى خجلا خلف ستائر النسيان.
سامي أبو العز يكتب: قمة الرياض وكرامة الأمة
مشكلتنا كعرب وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ندور في فلك «الحنجورية» والتنديد والوعيد وحتى العويل، والكفاح والنضال من خلف المكاتب المكيفة بكلمات منمقة وأصوات بين الانخفاض والارتفاع في مشاهد تراجيدية حسب المواقف الدرامية والأوضاع المأساوية!!
ونقولها بصدق بعيدا عن نتائج القمة العربية السعودية، والتي كتبت هذه الكلمات قبل انعقادها بساعات، أن فلسطين لن تضمد جراحها بالشجب والتنديد والوعيد.. العدو الصهيوني لن يرفع يده عن الزناد ولن تعود مدرعاته إلى سكناتها وطائراته لمطاراتها بكلمات الحب وضبط النفس ولا الاستجداء، ولا تشكيل اللجان واللجان المنبثقة، وطريق الهاوية على سلالم اليأس والخوف من التصدي والمواجهة والصمود أمام عدو غاشم لا ترهبه الكلمات ولا القوانين والمحاكم الدولية ولا المظاهرات وتعليق المشانق في العواصم الإسلامية والعربية.
إنه عدو متسلط، دموي لا يعرف إلا لغة القوة المستندة على جدران الوحدة المدعومة بالإرادة العربية من المحيط إلى الخليج، دولا وممالك وجمهوريات، مشفوعا بحق معلوم يرسي مبادئه 2 مليار مسلم حول العالم.
أفيقوا يرحمكم الله، فلا معني للتفاوض من باب الضعف والترجي والاستنجاد بقوى خارجية لا تريد لوطننا العربي الخير، وتتمنى زواله من فوق الخريطة.. نحتاج إجراءات سريعة ورادعة لوقف المذابح والمحارق النازية التي يرتكبها الاحتلال اليهودي ضد أشقائنا في فلسطين، فخلال 35 يوما منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ارتقى حتى الآن 11 ألف شهيد، بمتوسط 314 شهيدا في اليوم الواحد تقريبا، بمعدل 13 شهيدا كل ساعة، فإذا استمر الوضع – لا قدر الله – على نفس السرعة ونحن كعرب ممتطين ظهر السلحفاة كما حدث في الأيام الماضية فسوف تنتهي القضية الفلسطينية ونصفيها بصمتنا المريب.
نعم.. وفقا للإحصائيات ففلسطين يسكنها 5 مليون و480 ألف فلسطيني ارتقى منهم 11 ألف منذ اندلاع العرب، بالإضافة لآلاف المصابين، والأعداد مرشحة للزيادة في ظل الهولوكوست الإسرائيلي ما يؤدي في النهاية إلى أن الاحتلال ماض في طريقه لتصفية القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة التي تهدف إلى يوم أسود لا يبقى فيه ناج فلسطيني من الإبادة أو المحارق، أو من ويلات جرائم الحرب ليقول هذه بلادي وأنا صاحب القضية.
باختصار.. قالها الزعيم جمال عبد الناصر، من قبله عمر المختار وصلاح الدين الأيوبي، ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. والقوة لا تعني حروبا وقانا الله شرها وويلاتها، ولكن التفاوض المبني على القوة والردع والوحدة والدعم الأممي اللامحدود تكون نتائجها إيجابية وسريعة ورادعة، وكاشفة لكل من تسول له نفسه أن يحاول أو يفكر في العبث بخريطة أمتنا العربية «أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ».