65 يومًا من الصراع الدامى والحرب الطاحنة وعمليات الإبادة المدمرة التي يرتكبها الاحتلال ضد المقاومة والشعب الفلسطنى، ورغم الترسانة العسكرية الإسرائيلية والدعم العسكرى اللامحدود من الحليف الأكبر واشنطن، إلا أن صمود المقاومة طوال هذه الفترة رغم الخسائر فى الأرواح والمنشآت جعلنا نبحث عن نوع الأسلحة المستخدمة من قبل الطرفين.
بداية فإن المقاومة الفلسطينية والشعب الباسل يمتلكان سلاحًا أقوى وأشد ردعًا من كافة الأسلحة الموجودة فى العالم مهما كان قوتها.. إنهم يملكون سلاح الحق والإيمان بالأرض، وأن الدفاع عنها حتى الشهادة واجب دينى ووطنى وأخلاقى.
عمومًا منذ انطلاق طوفان الأقصى، فى السابع من أكتوبر الماضى، استخدمت إسرائيل، مخزونها الاستراتيجى العسكرى وكل ما تملكه من أسلحة بشكل مكثف لتحدث تدميرًا متصاعدًا فى أكبر تسومانى إنسانى على مستوى العالم.
وفقًا لصحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية، فإن إسرائيل استخدمت كل ما تملك فى القصف المركز، من قنابل خارقة للحصون وصواريخ لضرب الأنفاق، وحصل الجيش الإسرائيلى منذ 3 سنوات على 750 قنبلة خارقة للحصون والأنفاق و3000 صاروخ من نوع «هالبر» المخصصة للمروحيات الهجومية، وآلاف القنابل الموجهة بنظام GPS بهدف تدمير البنية التحتية للقطاع، بالإضافة إلى 50 قنبلة خارقة للحصون من نوع BLU-113 و700 أخرى من نوع BLU_109.
وكشفت هيومان رايتس ووتش أن إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض المحرم دوليًا فى غزة، وقالت إدارة بايدن إنها تزود إسرائيل بمعدات لتحويل «القنابل الغبية» أو غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (SDBS) التي يقول الخبراء إنها أسلحة فعالة لضرب أهداف تحت الأرض بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ويستخدم الجيش الإسرائيلى ترسانته من قنابل GBU_28 الأمريكية، والمصممة لاختراق أهداف محصنة فى أعمال الأرض، كما يستخدم أيضًا طائرات إف 35 الشبح.
وتستخدم إسرائيل أيضاَ قنابل «جدام الذكية» التى تحول القنابل غير الموجهة إلى سلاح ذكى دقيق، وتستخدمها لضرب أهداف فى غزة من الجو، بالإضافة إلى ناقلات الجنود المدرعة، أو APCS وهى أخف بشكل عام من الدبابات القتالية الرئيسية، وكذلك ناقلة الجنود المدرعة إيتان الجديدة، ذات العجلات 8*8 متعددة الأغراض، وتهدف إلى استبدال ناقلات الجنود المدرعة M113 الأقدم التى استخدمها الجيش الإسرائيلى سابقاً.
والمقارنة بين القوة العسكرية للاحتلال والمقاومة الفلسطينية تأتى بالطبع لصالح الإسرائيليين.. إلا أن طوفان الأقصى كشف عن مستوى جيد من التسليح والتدريب وظهور أسلحة نوعية جديدة فى يد حماس.
وفاجأت حماس الإسرائيليين بأسلحة نوعية لم تكن فى حسبانهم، منها الطائرات المسيرة محلية الصنع، والطائرات الشراعية التى حملت مقاتليها إلى مسافة 25 كيلو مترا داخل إسرائيل، وقنابل حارقة دمرت آليات ودبابات إسرائيلية، بالإضافة إلى صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت إلى تل أبيب، ومنظومة دفاع جوى محلية الصنع أطلقت عليها اسم «نمبر 1».
وكشفت معركة طوفان الأقصى عن ظهور أسلحة قديمة ومتطورة مع مقاتلى حماس ومصممة لاختراق المركبات والطائرات العسكرية خاصة المروحيات، وتحدثت تقارير غربية عن استخدام مقاتلى حماس أسلحة كورية الصنع.
باختصار.. معركة طوفان الأقصى أربكت العدو الإسرائيلى الذى كان متخيلاً أنه سيكون فى جولة عسكرية لإبادة أهالى غزة وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الأشقاء الفلسطينيين ليبدأ حلمه البائس لبناء دولته المزعومة فى أسرع وقت ممكن بالاتفاق مع واشنطن وأوروبا.. لكنه فوجئ بالتطور النوعى فى الأسلحة لدى المقاومة لتصيبه حالة إرباك تفشل كل مخططاته رغم حرب الإبادة التى يرتكبها.
الفلسطينيون أصحاب قضية ووطن ومهما كانت قوة وجبروت الغزاة المحتلين فلن يزيدهم ذلك إلا إصراراً وتمسكاً فى الأرض وتعلقاً بالشهادة وستتعاقب الأجيال لتحرير الأرض، فإن وعد الله حق وستبقى فلسطين عربية.