هتلر ونتنياهو وجهان لعملة واحدة، كلاهما سوف يطارده التاريخ بأشد اللعنات، والهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لا تختلف عن معاملة النازيين لليهود.
وإذا كانت محرقة الهولوكوست هي الشماعة الإسرائيلية التي استغلها اليهود في أكبر عملية ابتزاز في التاريخ، فقد دفعت ألمانيا مقابلها المليارات عبارة عن مساعدات ومنح والحماية طوال سنوات عديدة للاحتلال الذي يرتكب جرائم حرب تفوق في بشاعتها جرائم النازيين.
نتنياهو – هتلر العصر – بات ملعونا ومطاردا ليس فقط من الفلسطينيين والمسلمين والعرب وكل الدول المحبة للسلام وكافة القوانين الإنسانية، ولكنه مطارد أيضا من شعبه الذي وصل إلى أسوأ مرحلة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، بل وإنه بات مطارد بمطالبات لمحاكمته وقادة الجيش، الأمر الذي قد يقضي على مستقبله السياسي.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الاثنين، أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم إعدام جماعي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، ويحاصر مستشفياتها ويمنع حركة سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى.
وناشدت الوزارة المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لحماية كافة المستشفيات وخاصة الموجودة في خان يونس التي تقع تحت طائلة الاستهداف المباشر في هذه الأوقات العصيبة وحماية طواقمها ومئات الجرحى وآلاف النازحين فيها والعمل على توفير الدواء والطعام والوقود.
سياسة القتل والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني أشعلت المنطقة بأكملها وتدفعها إلى الانفجار الذي ستكون نتائجه كارثية على العالم أجمع.
ومازالت إسرائيل ماضية في تحديها للمجتمع الدولي ولقرارات المحكمة الدولية، بل وتعمدت أن تشعل وتيرة الحرب في غزة لتؤكد أنها تحكم العالم، وأنها لن تتوقف عن تحقيق حلمها مهما كان الثمن ومهما بلغت التحديات.
الحجج والذرائع التي تعلنها إسرائيل ومن خلفها حلفائها الأمريكيين والأوروبيين غير مقنعه، فإنهم يتحدثون عن الرهائن اليهود وكأنهم جنس سامي، أما آلاف الشهداء الفلسطينيين الملقاة جثامينهم في الشوارع والطرقات وآلاف المصابين والمحارق والمجازر التي يتعرض لها الأشقاء، فإنها من وجهة نظرهم أمر هين لا يستحق التوقف عنده.
الحقيقة أن جرائم الحرب التي يرتكبها اليهود في غزة تتوالى كل يوم عن سابقه، الأمر الذي يتطلب التقدم ببلاغات جديدة أمام محكمة العدل الدولية لزيادة الضغوط على الاحتلال، فضغوط جنوب إفريقيا وحدها لا تكفي.
ومازال أكثر من ملياري مسلم حول العالم مندهشين وحائرين من عدم انضمام أي من الدول العربية والإسلامية لدعوى جنوب أفريقيا ضد اليهود في المواعيد المحددة، أو تقديم دعاوى جديدة حتى الآن.
جيش الاحتلال يعمل الآن على تقليص مساحة غزة كمرحلة أولى لغلق الدائرة على الغزيين ثم تضيقها على مراحل لتحقيق أحد المكسبين، إما هروب الغزيين من الموت المحقق إلى الهجرة، أو زيادة أعداد المقابر الجماعية، وتكون النتيجة في الحالتين تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.
غزة التي أطارت النوم من عيون الاحتلال، وباتت حائط صد منيع لحماية الأمة تمثل شريط ساحلي على طول البحر المتوسط تحده مصر من الجنوب الغربي بطول 11 كيلو متر وإسرائيل من الشمال والشرق، ويبلغ طول القطاع 41 كيلو متر، وعرضه يتراوح بين 6 كيلو مترات وصولا إلى 12 كيلو متر، وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كيلو متر.
جيش الاحتلال يسعى إلى تقليص مساحة المدينة الباسلة بحجة إنشاء عمق أمني – منطقة عازلة – باستقطاع حدودي مساحته تقدر بـ20%، وهذا المخطط هدفه استعماري في المقام الأول تنفيذا لأجندة حكومة الاحتلال المتطرفة للحصار وضغطا على سكان القطاع الذي يعد أكثر مناطق العالم ازدحاما كما أنه تعد إعادة لاحتلال القطاع وتكريس النهج الاستعماري.
باختصار.. الصهيونية والنازية وجهان لعملة واحدة، وما يحدث في غزة خير دليل على ذلك، وهذا ما ذهب إليه من قبل الكاتب الأمريكي اليهودي موريس أرنست، أن «مسألة الدم البشري هي أقل ما يقلق الصهاينة، لاسيما إذا كان الدم المسفوك ليس دمهم».
تبقى كلمة.. يبدو أن إسرائيل تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة وما يحدث في غزة هو وقود تلك الحرب المرتقبة، فأحلام إسرائيل وطموحاتها التوسعية أكبر من غزة وفلسطين، فالوطن اليهودي المزعوم يمزق الخريطة العربية بأكملها ويهدد كيان 486 مليون عربي تزيدهم الأيام تمزقا وخنوعا وفرقة وتمزق الصراعات أوطانهم.