ملفات وحوارات

زيادة الأسعار تهدد حملة دعم المنتج المحلي.. المقاطعة تنهار أمام جشع الشركات والتجار

“عندك البديل المصري”.. جملة بدأ المواطنون ترديدها قبل شراء أي منتج يريدونه، وذلك بعد دعوات مقاطعة المنتجات الأجنبية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي في هجومه الغاشم على المدنيين في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، وإطلاق حملات لدعم المنتج المحلي، وبالرغم من محاولة المصريين دعم أشقائهم في غزة بفعل بسيط كهذا إلا أنهم وجدوا أنفسهم بين فكي استغلال الشركات المحلية وجشع التجار، حيث استغلت بعض الشركات المحلية المقاطعة وقامت برفع سعر منتجاتها، وكذلك استغل بعض التجار المقاطعة لرفع أسعار بعض المنتجات المحلية خاصة مع عدم انتشارها بشكل كبير.

ويعد شاي العروسة من أبرز المنتجات التي زاد سعرها بعد دعوات المقاطعة وزيادة الإقبال عليه، حيث أعلنت شركة بدوي جروب -الشركة المالكة للعلامة التجارية من شاي العروسة- ارتفاع أسعار عبواتها للمرة الرابعة خلال عام 2023، وقررت الشركة رفع السعر لكرتونة شاي العروسة 264 جنيهًا، ليصل سعر كرتونة شاي العروسة حوالي 2340 جنيهًا بدلًا من 2076 جنيهًا، وزاد سعر عبوات الكيلو بقيمة 20 جنيه دفعة واحدة حيث أصبح سعره 210 جنيهًا بدلًا من 190 جنيهًا، وزاد سعر عبوة الربع كيلو 5 جنيهات، ليصبح سعره 55 جنيهًا بدلًا من 50 جنيهًا، وزاد سعر عبوة الثمن كيلو بمقدار 3 جنيهات، لتسجل 11 جنيهًا بدلًا من 8 جنيهات.

كذلك ارتفع سعر بن عبد المعبود بعد مقاطعة عدد من شركات البن الأجنبية، حيث زاد سعر الكيلو من بن عبد المعبود بنحو 60 جنيهًا، بينما سجل سعر البن السادة 100 جرام 43 جنيهًا بدلًا من 37 جنيهًا، مرتفعًا 6 جنيهات، وتعد هذه الزيادة هي الخامسة خلال هذا العام 2023.

أما شركة دومتي للصناعات الغذائية فقامت برفع سعر منتجها “دومتي ساندويتش” إلى 10 جنيهات بدلًا من 8 جنيهات، بارتفاع جنيهين، وفقًا لما أعلن حازم المنوفي، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية.
وتسبب اتجاه بعض الشركات المحلية إلى رفع أسعار منتجاتها في إطلاق دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاعتبار هذه الشركات ضمن المقاطعة، معتبرين أن هذه الشركات استغلت المقاطعة لتحقيق الأرباح بدلًا من استغلالها لتحسين جودة منتجاتهم والتسويق لها جيدًا.

وعلى جانب آخر، شهدت بعض المنتجات المصرية استغلالًا من قبل التجار، ومن أبرز هذه المنتجات المشروب الغازي سبيرو سباتس، الذي ذاع صيته بشكل كبير بعد حملات المقاطعة لشركات المياه الغازية الأجنبية الشهيرة ولاقى رواجًا واسعًا بين المواطنين، حيث تم رصد بيع مشروب “سبيرو سباتس” في بعض المحال التجارية بـ10 جنيهات، ووصل في بعض المحال إلى 15 جنيهًا، على الرغم من إعلان الشركة أن السعر الرسمي للزجاجة هو 8 جنيهات فقط ولم يتغير.

وكتبت شركة “سبيرو سباتس” في منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “من زمان والسعر الرسمي لسبيرو سباتس هو 8 جنيهات ومتغيرش، والشركة غير مسئولة عن أي مكان بيبعها بسعر مختلف، وخليك متأكد إننا دايمًا بنحافظ على سعر سبيرو سباتس عشان تكون دايمًا معاك”.

ومن جانبه، قال محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن مقاطعة الشركات الأجنبية خلقت سوقًا للشركات المحلية، وأصبح لدى الشركات المحلية دعايا مجانية على مواقع التواصل الاجتماعي مثلما حدث مع بعض المنتجات، وأشهرها المشروب الغازي “سبيرو سباتس”، وبالرغم من ذلك تتجه بعض الشركات المحلية إلى رفع أسعار منتجاتها، مضيفًا: “يعني المنتجين المصريين بقى عندهم سوق أفضل ودعايا ببلاش في حين أن الشركات الأخرى بتنفق حوالي 70% من خطتها الاستثمارية على الدعايا ومع ذلك المنتجين المصريين بيرفعوا الأسعار وده غباء”.

وأوضح “العسقلاني”، خلال تصريحات لجريدة “البورصجية”، أن اتجاه بعض الشركات المصرية إلى رفع سعر منتجاتها يعد خطرًا كبيرًا، لأن هذا قد يؤدي إلى تراجع البعض عن مقاطعة المنتجات الأجنبية والعودة إلى شراؤها مرة أخرى، لأنها ستكون الأقل سعرًا، خاصة في ظل تراجع أسعار المنتجات الأجنبية، فقد انخفض سعر قهوة ستاربكس من 100 جنيهًا إلى 20 جنيهًا، وكذلك تراجعت أسعار ساندويتشات ماكدونالدز للنصف، لافتًا إلى أن شركات المقاطعة تقوم بخفض أسعار منتجاتها في الوقت الذي تقوم فيه الشركات المحلية برفع أسعار منتجاتها، لذلك من الأفضل للشركات المصرية أن تبيع منتجاتها بهامش ربح “معقول”.

وشدد على ضرورة معاقبة كل من يزيد من سعر المنتج الأصلي، متابعًا: “اللي يبيع مخالف لازم يتحاسب، بيلعبوا لعبة خطيرة وده لعب تجار معندهمش أخلاق، وفي لحظة من اللحظات هيخسروا السوق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *