رياضة

زلزال «أرض أكتوبر» يصدع «القلعة البيضاء»

أزمة تلو الأخرى هذا هو حال نادي الزمالك ذلك الكيان العريق صاحب الشعبية والجماهيرية الكبيرة، نزاعات كثيرة أثرت بشكل مباشر على النادي وجماهيره ، فكلما تنتهي أزمة تظهر أزمة جديدة تضع النادي وجماهيره في موقف صعب للغاية وكانت آخر هذه الأزمات سحب ترخيص أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر، بعد أن انتهت المهلة المحددة دون أي خطوات جادة لتنفيذ المشروع المنتظر وهو القرار الذي اعتبره الكثيرون ضربة قوية لطموحات النادي في إنشاء مدينة رياضية متكاملة كانت ستشكل نقطة تحول في مسيرته، حيث إن جماهير القلعة البيضاء انتظرت سنوات طويلة رؤية هذا المشروع يتحقق على أرض الواقع إلا أن النتيجة جاءت عكس التطلعات تماما .

أزمة سحب أرض النادي كشفت عن ما يعاني منه نادي الزمالك إداريا منذ زمن طويل حيث أثرت سلسلة الأزمات المتتالية بشكل كبير على مسيرته الكروية والإدارية خلال المواسم الأخيرة، وعلى الرغم من الشعبية الجارفة التي يحظى بها، فإن الاستقرار داخل النادي بات غائبًا، ما انعكس على نتائجه ومستواه الفني.

من أبرز الأزمات التي واجهت الزمالك هي عدم الاستقرار الإداري، حيث تعاقبت مجالس إدارة متعددة خلال فترة قصيرة، هذا التغير المستمر في الإدارة أدى إلى غياب التخطيط طويل الأمد، وأثر على قرارات التعاقدات والتجديد والاستثمار داخل النادي وكان سببا رئيسيا في أزمة أرض النادي بأكتوبر والتي خصصت له منذ عام 2003 ولم تشهد أي تطور في الإنشاءات على مدار تلك السنوات .

كما يعاني الزمالك من أزمة مالية خانقة، أدت إلى عدم القدرة على قيد صفقات جديدة في بعض الفترات بسبب الديون المتراكمة للنادي سواء للاعبين سابقين أو لأندية خارجية.

وواجه الزمالك عدة مشكلات في قيد لاعبيه الجدد بسبب العقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، نتيجة عدم سداد مستحقات لاعبين سابقين هذا الأمر حرم الفريق من دعم مهم في أوقات حرجة من الموسم، كما أن الفشل في تسويق لاعبين أو تحقيق بطولات كبرى قلص من موارد النادي، وزاد من حجم العجز المالي مما كان سببا رئيسيا أيضا في عدم القدرة على على إنشاء فرع النادي الجديد حتى الآن.

تلك الأزمات أثرت على نتائج الفريق الأول لكرة القدم بشكل كبير، حيث شهد الفريق تغييرات متكررة في الأجهزة الفنية، وتراجعًا واضحًا في الأداء على المستويين المحلي والقاري. هذا التراجع انعكس على ترتيب الزمالك في جدول الدوري .

أزمات نادي الزمالك تتطلب حلولًا جذرية تبدأ بالاستقرار الإداري والمالي، والعودة إلى التخطيط المؤسسي بعيدًا عن الارتجال. النادي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة وتاريخًا عريقًا، لكن استمرار الأزمات قد يُبعده عن المنافسة القارية والمحلية إذا لم تُتخذ قرارات حاسمة لإصلاح الوضع الداخلي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *