منوعات

رمضان زمان ” مدفع الإفطار” مصري بامتياز وانتشر في 40 دولة إسلامية

اتفق اغلب المؤرخين أن ظهور مدفع رمضان في الدول العربية كان من القاهرة بمصر ، ثم انتشرت من مصر إلى الدول العربية والإسلامية؛ في أقطار الشام بداية بالقدس ودمشق ومدن الشام الأخرى، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
في عهد محمد علي باشا، تمّ استخدام مدفع رمضان لأول مرة في مصر عام 1865موهناك رواية عن ظهور مدفع الإفطار تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي.
وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.

وبعد ذلك انتقل المدفع إلى مكة المكرمة قبل ١٤٠ سنة ١٨٨٤م تقريبًا، ثم مدينة الكويت؛ حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح؛ وذلك عام 1907م، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط، وكذلك اليمن والسودان، وحتى دول غرب إفريقيا، مثل تشاد والنيجر ومالي ودول وسط وشرق آسيا؛ حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944.

مكة المكرمة
استُخدم مدفع الإفطار في مكة المكرمة كغيرها من المدن السعودية؛ إذ اعتاد السعوديون عامة، وأهالي العاصمة المقدسة خاصة، وجود مدفع رمضان الذي يكون إلى جانب الأذان، مؤذنًا بالإفطار تارة، وبالإمساك وقت السحور تارة أخرى

وعرف عن المدفع الرمضاني الذي كان ينقل التلفزيون السعودي لحظة إطلاقه، ظهوره في غرة الشهر الفضيل، بالإضافة إلى إطلاقه في الأعياد إيذانًا بدخول العيدين السنويين.

ولا يعلم أحد عن تاريخ محدد لبداية انطلاق مدافع رمضان، والتي تطلق من جبل المدافع الممتد لجبل قعيقعان المعروف بأحد جبال الأخشبين بمكة المكرمة؛ فقد ذكر الرحالة الهولندي “سنوك هورخرونيه” والذي زار مكة المكرمة قبل ١٤٠ سنة (١٨٨٤م)، وذكر أن المدفع من عادات أهل مكة الرمضانية قديماً، حيث كانت المدافع تسمع في أرجاء أحياء مكة إيذاناً بفطور أو سحور.

ويتم سنويًّا تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة “قذائفه الصوتية” التي يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك وحتى أول أيام عيد الفطر؛ حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار، وأخرى عند دخول وقت السحور، وطلقتان للإعلان عن الإمساك يوميًّا.

في البداية، كان يتم استخدام مدفع رمضان واحد فقط في كل مدينة، لكن مع مرور الوقت، انتشر التقليد بشكل واسع، وأصبح لكل مسجد تقريبًا مدفع خاص به، كما
يُعدّ مدفع رمضان رمزًا إيمانيًا هامًا يُساهم في إضفاء أجواء رمضانية مميزة على الشهر الفضيل، كما يُعتبر تقليدًا اجتماعيًا يُجمع الناس ويُعزز روح الترابط بين أفراد المجتمع.

وفي العصر الحديث، أصبح مدفع رمضان رمزًا ثقافيًا هامًا يُستخدم في العديد من الدول العربية والإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *