
أصبح تمثال رمسيس الثاني أحد أبرز رموز المتحف المصري الكبير، الذي تستعد مصر لافتتاحه رسميًا بعد غدٍ السبت، ليكون الحدث الثقافي الأهم في القرن الحادي والعشرين.
ويحرص الزوار يوميًا على التقاط الصور التذكارية أمام التمثال العملاق، الذي يقف شامخًا في البهو الرئيسي للمتحف، وكأنه يرحب بزوار الحضارة المصرية من جميع أنحاء العالم.
من ميت رهينة إلى مدخل المتحف
يعود اكتشاف تمثال الملك رمسيس الثاني إلى خمسينيات القرن الماضي في منطقة ميت رهينة الأثرية بالقرب من مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، وهي موقع العاصمة القديمة ممفيس، التي كانت من أهم مدن الدولة الحديثة.
عُثر على التمثال غارقًا جزئيًا في الطين والمياه الجوفية، قبل أن تبدأ أعمال استخراجه وترميمه ليصبح أحد أهم القطع الأثرية التي تجسد عظمة الفراعنة.
من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير
بعد اكتشافه، قررت الدولة في عام 1955 نقل التمثال إلى أحد ميادين وسط القاهرة، ليصبح بعد ذلك أيقونة للمدينة الحديثة ويحمل الميدان اسمه ميدان رمسيس .
ظل التمثال هناك لأكثر من نصف قرن، قبل أن تقرر الحكومة عام 2006 نقله إلى منطقة الأهرامات حفاظًا عليه من التلوث والاهتزازات الناتجة عن حركة المرور، في عملية دقيقة نفذها مهندسون وخبراء مصريون باقتدار.
وفي عام 2018، نُقل التمثال في موكب أثري مهيب إلى مدخل المتحف المصري الكبير، في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم، استخدمت خلالها تقنيات هندسية متطورة لتأمينه.
يبلغ وزن التمثال نحو 83 طنًا، بينما يصل ارتفاعه إلى 12 مترًا، وقد ثُبّت داخل بهو المتحف بطريقة مدروسة هندسيًا ليبقى في وضع يليق بعظمة صاحبه، الذي حكم مصر أكثر من 66 عامًا خلال الأسرة التاسعة عشرة.
يُعد الملك رمسيس الثاني من أعظم حكام مصر عبر التاريخ، إذ شهد عصره ازدهارًا كبيرًا في المعمار والفنون والاقتصاد.
خاض معارك شهيرة أبرزها قادش، وشيّد معابد خالدة مثل أبو سمبل والرامسيوم بالأقصر.
ويجسد التمثال ملامح القوة والهيبة، بوجهه الهادئ وعينيه الواثقتين، مما جعله اختيارًا مثاليًا ليكون رمز المتحف المصري الكبير وواجهة الحضارة المصرية أمام العالم.





