
بعد اندلاع حرب السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فر ملايين السودانيين إلى خارج البلاد، ومن بين الدول التي لجأوا إليها كانت مصر، إذ بلغ عدد اللاجئين السودانيين في مصر وفق إحصائيات شبه رسمية ما يقترب من أكثر من مليون ونصف المليون شخص.
وأدى تواجد السودانيين في مصر إلى ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات السكنية، بنسب وصلت إلى 150 و200% وفقًا لتصريحات سماسرة في تلك الفترة، وذلك بسبب الإقبال الكبير من السودانيين على إيجار الوحدات السكنية.
وبعد عامين من تلك الأزمة، بدأ السودانيون في العودة إلى بلادهم خلال الأيام الماضية، وقامت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بتشغيل قطار خاص لتسهيل العودة الطواعية للمواطنين السودانيين الراغبين في العودة إلى وطنهم.
ووفقا لبعض الإحصاءات فيوجد أكثر من 165 ألف سودانيًا عادوا من مصر إلى السودان حتى أبريل 2025، بينما ارتفع الإجمالي إلى 191 ألفًا حتى نهاية يونيو 2025 فقط.
ومع عودة السودانيين إلى بلادهم بدأت التساؤلات بشأن الإيجارات السكنية، هل عادت لطبيعتها قبل مجيء السودانيين؟.
من جانبه، قال محمد فهمي، صاحب مكتب سما الرحمن للتسويق العقاري في منطقة الهرم، إن الإيجارات السكنية تراجعت بنسبة من 15 إلى 20% ولكن للشقق الفاخرة فقط، ورغم ذلك مازالت الإيجارات مرتفعة للغاية.
وتابع “فهمي”: “الإيجارات ارتفعت بشكل كبير منذ مجيئ السودانيين، فمتوسط إيجارات الشقق التي كان يتم تأجيرها مفروش قبل مجيء السودانيين كان يتراوح ما بين 8 و9 آلاف، ومع مجيء السودانيين أصبح أسعار هذه الشقق تصل لـ25 ألفًا، ومنذ شهرين تراجعت لتتراوح ما بين 11 و12 ألف جنيه”.
وأكد أن المساكن الشعبية التي يقطنها العامة، والتي يتأثر بها الشعب لم تتأثر بعودة السودانيين، مضيفًا: “لو شقة أوضة وصالة ولا تصلح لعيشة آدمية بتتأجر بـ1500 جنيه، الشقق دي كانت بتتأجر زمان بـ400 و500 جنيه، دلوقتي بقى إيجارها 1500 جنيه”.
وأوضح أن الأسعار لم تتراجع بعودة السودانيين لأن ارتفاع الأسعار ليس سببه الوحيد تواجد السودانيين فقط، بل جشع المالك مع ظروف غلاء المعيشة، متابعًا: “أصحاب الشقق استغلوا الإقبال بعد مجيئ السودانيين وأن الناس مضطرة تدفع أو تترمي في الشارع ومن هنا بدأت الإيجارات تزيد، لأن السودانيين كانوا ممكن يقبلوا يدفعوا في شقة على البلاط 20 و25 ألف جنيه، ولو مش قادرين على المبالغ دي كانت كذا أسرة بتسكن في شقة واحدة ويوزعوا الإيجار عليهم”.
وأشار إلى أن الإيجارات السكنية تختلف وفقًا للمنطقة، ففي المناطق الراقية تتراوح الإيجارات ما بين 7 و8 آلاف جنيه، وفي العشوائيات تبدأ الإيجارات من 1500 جنيه.
كذلك أكدت مروة أحمد، مسوقة عقارات في منطقة فيصل، أن الإيجارات لم تتأثر بعودة السودانيين إلى بلادهم، متابعة: “محدش مقتنع لسه من أصحاب البيوت والناس اللي بتأجر أن السودانيين مشيوا، لأن في سودانيين كتير لسه مأجرين”.
وتابعت أن إيجارات الشقق أصبحت مرتفعة للغاية خاصة في شارع العشرين، لأن السودانيين كانوا يحصلون على الشقق مقابل إيجار 5 و6 آلاف جنيه.
وأكدت أن أصحاب الوحدات السكنية أنفسهم أصبح لديهم جشع، مضيفة: “اللي بيأجروا بيعرضوا مبلغ أعلى على صاحب الشقة فبيضطر يأجر كده عشان الغلاء اللي إحنا فيه، ومش بيفرق معاه هيأجر لمصري ولا سوداني، المهم يكون قرش زيادة يدخله”.